فصل
قال المصنف: ومن الخوارج أنه لا تختص الإمامة بشخص إلا أن يجتمع فيه العلم والزهد فإذا اجتمعا كان إماما نبطيا ومن رأي هؤلاء أحدث رأي المعتزلة في التحسين والتقبيح إلى العقل وأن العدل ما يقتضيه ثم حدث القدرية في زمن الصحابة وصار ، معبد الجهني وغيلان الدمشقي ، والجعد بن درهم إلى القول بالقدر ونسج على منوال ، معبد الجهني واصل بن عطاء وانضم إليه . وفي ذلك الزمان حدثت عمرو بن عبيد المرجئة حين قالوا لا يضر مع الإيمان معصية كما لا ينفع مع الكفر طاعة. ثم طالعت سنة المعتزلة مثل أبي الهذيل العلاف ، والنظام ، ومعمر ، والجاحظ كتب الفلاسفة في زمان المأمون واستخرجوا منها ما خلطوه بأوضاع الشرع مثل لفظ الجوهر والعرض والزمان والمكان والكون وأول مسألة أظهروها القول بخلق القرآن. وحينئذ سمي هذا الفصل فصل علم الكلام. وتلت هذه المسألة مسائل الصفات مثل العلم والقدرة والحياة والسمع والبصر. فقال قوم هي معان زائدة على الذات ونفتها المعتزلة وقالوا عالم لذاته. قادر لذاته وكان أبو الحسن الأشعري على مذهب الجبائي ثم انفرد عنه إلى مثبتي الصفات. ثم أخذ بعض مثبتي الصفات في اعتقاد التشبيه وإثبات الانتقال في النزول والله الهادي لما يشاء.