[فصل]:
قال المصنف: فإن قال قائل: قد عبت طريق المقلدين في الأصول، وطريق المتكلمين، فما ولا بحث عما ليس في قوة البشر إدراكه، وأن القرآن كلام الله غير مخلوق. قال الطريق السليم من تلبيس إبليس؟ فالجواب: إنه ما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وأصحابه، وتابعوهم بإحسان من إثبات الخالق سبحانه، وإثبات صفاته على ما وردت به الآيات، والأخبار من غير تفسير، علي كرم الله وجهه: والله ما حكمت مخلوقا، إنما حكمت القرآن، وأنه المسموع قوله عز وجل: ( حتى يسمع كلام الله ) وأنه في المصاحف لقوله عز وجل: ( في رق منشور ) ولا نتعدى مضمون الآيات، ولا نتكلم في ذلك برأينا. وقد كان ينهى أن يقول الرجل: لفظي بالقرآن مخلوق، أو غير مخلوق; لئلا يخرج عن الاتباع للسلف إلى حدث. أحمد بن حنبل
والعجب ممن يدعي اتباع هذا الإمام، ثم يتكلم في المسائل المحدثة. أخبرنا [ ص: 87 ] سعد الله بن علي البزار ، نا أبو بكر الطريثيثي ، نا ، نا هبة الله بن الحسن الطبري أبو حامد أحمد بن أبي طاهر الفقيه ، نا عمر بن أحمد الواعظ ، ثنا محمد بن هارون الحضرمي ، ثنا القاسم بن العباس الشيباني ، ثنا ، عن سفيان بن عيينة قال: أدركت تسعة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقولون: من قال: القرآن مخلوق فهو كافر. وقال عمرو بن دينار من قال: القرآن مخلوق، فيستتاب، فإن تاب، وإلا ضربت عنقه. مالك بن أنس:
أخبرنا أبو البركات بن علي البزار ، نا أحمد بن علي الطريثيثي ، نا هبة الله الطبري ، ثنا محمد بن أحمد القاسم ، ثنا أحمد بن عثمان ، ثنا محمد بن ماهان ، ثنا ، عن عبد الرحمن بن مهدي سفيان ، عن جعفر بن برقان أن قال لرجل وسأله عن الأهواء، فقال: عليك بدين الصبي في الكتاب، والأعرابي، واله عما سواهما. قال عمر بن عبد العزيز وثنا ابن مهدي: ، عن عبد الله بن المبارك قال: قال الأوزاعي إذا رأيت قوما يتناجون في دينهم بشيء دون العامة; فاعلم أنهم على تأسيس ضلالة. عمر بن عبد العزيز:
أخبرنا محمد بن أبي القاسم ، نا أحمد بن أحمد ، نا ، ثنا أبو نعيم الحافظ محمد بن أحمد بن الحسن ، ثنا بشر بن موسى ، ثنا ، عن خلاد بن يحيى قال: بلغني عن سفيان الثوري عمر أنه كتب إلى بعض عماله: أوصيك بتقوى الله عز وجل، واتباع سنة رسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، وترك ما أحدث المحدثون بعده بما قد كفوا مؤنته. واعلم أن من سن السنن قد علم ما في خلافها من الخطإ والزلل والتعمق، فإن السابقين الماضين عن علم توقفوا، وتبصر ناقد قد كفوا. وفي رواية أخرى عن عمر: وأنهم كانوا على كشف الأمور أقوى، وما أحدث إلا من اتبع غير سبيلهم، ورغب بنفسه عنهم، لقد قصر دونهم أقوام فخفوه، وطمح عنهم آخرون فعلوه.
أخبرنا محمد بن أبي القاسم ، نا أحمد بن أحمد ، نا أحمد بن عبد الله الحافظ ، ثنا ، ثنا سليمان بن أحمد بشر بن موسى ، ثنا عبد الصمد بن حسان قال: سمعت يقول: عليكم بما عليه الحمالون، والنساء في البيوت، والصبيان في الكتاب من الإقراء، والعمل. سفيان الثوري
[ ص: 88 ] قال المصنف: فإن قال قائل: هذا مقام عجز لا مقام الرجال، فقد أسلفنا جواب هذا، وقلنا: إن الوقوف على العمل ضرورة، لأن بلوغ ما يشفي العقل من التعليل لم يدركه من عاص من المتكلمين في البحار، فلذلك أمروا بالوقوف على الساحل كما ذكرنا عنهم.