وقد لبس إبليس عليهم أنكم صوفية بنفيس النفس وإنما أرادوا أن يجمعوا بين رسوم التصوف وتنعم أهل الدنيا، ومن علاماتهم مصادقة الأمراء ومفارقة الفقراء كبرا وتعظيما، وقد كان عيسى ابن مريم صلوات الله وسلامه عليه يقول: يا بني إسرائيل ما لكم تأتونني وعليكم ثياب الرهبان وقلوبكم قلوب الذئاب [ ص: 182 ] الضواري. البسوا لباس الملوك وألينوا قلوبكم بالخشية.
وأخبرنا محمد بن أبي القاسم قال أخبرنا حمد بن أحمد الحداد قال أخبرنا ، ثنا أبو نعيم الحافظ أحمد بن جعفر بن معبد ، ثنا يحيى بن مطرف ، ثنا ، ثنا أبو ظفر عن جعفر بن سليمان قال: إن من الناس ناسا إذا لقوا القراء ضربوا معهم بسهم، وإذا لقوا الجبابرة وأبناء الدنيا أخذوا معهم بسهم فكونوا من قراء الرحمن بارك الله فيكم. مالك بن دينار
أخبرنا محمد ، نا حمد ، نا ، ثنا أبو نعيم الحسين بن محمد بن العباس الفقيه ، ثنا أحمد بن محمد اللي ، ثنا ، ثنا أبو حاتم هدبة ، ثنا حزم قال سمعت يقول: إنكم في زمان أشهب لا يبصر زمانكم إلا البصير، إنكم في زمان كثير تفاحشهم قد انتفخت ألسنتهم في أفواههم فطلبوا الدنيا بعمل الآخرة فاحذروهم على أنفسكم لا يوقعكم في شباكهم. مالك بن دينار
أخبرنا المحمدان بن ناصر ، وابن عبد الباقي قالا أخبرنا حمد بن أحمد ، نا أحمد بن عبد الله الحافظ ، ثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ، ثنا ثني عبد الله بن أحمد مهنى الشامي ، ثنا ضمرة ، عن سعيد بن شبل قال: نظر إلى شاب ملازم للمسجد فجلس إليه فقال له هل لك أن أكلم بعض العشارين يجرون عليك شيئا وتكون معهم. قال ما شئت يا مالك بن دينار : قال فأخذ كفا من تراب فجعله على رأسه. أبا يحيى
أخبرنا المحمدان قالا نا حمد ، نا أحمد ، ثنا قارون بن عبد الكبير الخطابي ، ثنا هشام بن علي السيرافي ، ثنا قطن بن حماد بن واقد ثنا أبي ثنا قال: كان فتى يتفرى فكان يأتيني فابتلي فولى الجسر فبينما هو يصلي إذ مرت سفينة فيها بط فنادى بعض أعوانه قرب لنأخذ لعامل بطة فأشار بيده سبحان الله أي بطتين. قال فكان أبي إذا حدث بهذا الحديث بكى وأضحك الجلساء. مالك بن دينار
أخبرنا أبو بكر بن حبيب ، نا أبو سعيد بن أبي صادق أنا قال سمعت ابن باكويه محمد بن خفيف يقول: قلت لرويم أوصني فقال هو بذل الروح وإلا فلا تشتغل بترهات الصوفية أخبرنا ابن ناصر ، نا ، نا أبو عبد الله الحميدي أبو بكر [ ص: 183 ] أحمد بن محمد الأردستاني ، ثنا عبد الرحمن السلمي قال سمعت أبي يقول: بلغني أن رجلا قال للشبلي قد ورد جماعة من أصحابك وهم في الجامع فمضى فرأى عليهم المرقعات والفوط فأنشأ يقول:
أما الخيام فإنها كخيامهم وأرى نساء الحي غير نسائها
قال المصنف رحمه الله: قلت: واعلم أن هذه البهرجة في تشبيه هؤلاء بأولئك لا تخفى إلا على كل غبي في الغاية، فأما أهل الفطنة فيعلمون أنه تنميس بارد، والأمر في ذلك على نحو قول الشاعر:تشبهت حور الظباء بهم إن سكنت فيك ولا مثل سكن
أصامت بناطق ونافر بآنس وذو خلا بذي شجن
مشتبه أعرفه وإنما مغالطا قلت لصحبي دار من