[فصل ]
قال أبو عمر : إلا أن يضطر إلى ذلك كما اضطر ومن أدب العالم ترك الدعوى لما لا يحسنه ، وترك الفخر بما يحسنه يوسف عليه السلام حين قال : ( اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم ) وذلك أنه لم يكن بحضرته من يعرف حقه فيثني عليه بما هو فيه ويعطيه بقسطه ، ورأى [هو ] أن ذلك المقعد لا يقعده غيره من أهل وقته إلا قصر عما يجب لله [عز وجل ] من القيام به من حقوقه ، فلم يسعه إلا السعي في ظهور الحق بما أمكنه ، فإذا كان ذلك فجائز للعالم حينئذ الثناء على نفسه ، والتنبيه على موضعه ، فيكون حينئذ تحدث بنعمة ربه عنده على وجه الشكر لها .