683 - أخبرنا ثنا محمد بن الحسين بن الحسن ، ثنا أحمد بن يوسف السلمي ، أنبأ عبد الرزاق ، عن معمر بن راشد ، عن الزهري ، عن عروة ، قالت : عائشة ، حراء فيتحنث فيه ، والتحنث : التعبد الليالي ذوات العدد ، ويتزود لذلك ثم يرجع إلى فيتزود لمثلها حتى فجأه الحق وهو في خديجة غار حراء فجاءه الملك فيه ، فقال : يا رسول الله اقرأ ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " فقلت ما أنا بقارئ " ، قال : فأخذني فغطني حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني ، فقال : اقرأ ، فقلت : ما أنا بقارئ [ ص: 692 ] فأخذني فغطني الثانية حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني ، فقال : اقرأ ، فقلت : ما أنا بقارئ ، فأخذني فغطني الثالثة حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني ، فقال : ( اقرأ باسم ربك الذي خلق ) حتى بلغ ( ما لم يعلم ) " ، فرجع بها ترجف بوادره حتى دخل على فقال : " زملوني زملوني " ، فزملوه حتى ذهب عنه الروع ، فقال خديجة ، " مالي " ، وأخبرها الخبر ، فقال : " وقد خشيت على نفسي " ، فقالت له لخديجة : كلا ، أبشر ، فوالله لا يخزيك الله أبدا ، إنك لتصل الرحم ، وتصدق الحديث ، وتحمل الكل ، وتقري الضيف ، وتعين على نوائب الحق ، ثم انطلقت به خديجة : حتى أتت به خديجة ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزى بن قصي وهو عم أخو أبيها ، وكان امرءا قد تنصر في الجاهلية ، وكان يكتب الكتاب العربي ، فكتب بالعربية من الإنجيل ما شاء الله أن يكتب ، وكان شيخا كبيرا قد عمي ، فقالت : أي عم اسمع من ابن أخيك ، فقال خديجة ورقة : ابن أخي ، ما ترى ؟ ، فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم ما رأى ، فقال ورقة : هذا الناموس الذي أنزل على موسى عليه السلام ، يا ليتني فيها جذعا ، أكون حيا حين يخرجك قومك ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أو مخرجي هم ؟ " ، قال ورقة : نعم ، لم يأت أحد بمثل ما جئت به إلا عودي وأوذي ، وإن يدركني يومك أنصرك نصرا مؤزرا ، ثم لم ينشب ورقة أن توفي ، وفتر الوحي فترة حتى حزن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما بلغنا حزنا غدا منه مرارا كي يتردى من رؤوس شواهق الجبال ، وكلما أوفى بذروة جبل لكي يلقي نفسه منه تبدى له جبريل عليه السلام فقال له : يا محمد إنك رسول الله حقا ، فيسكن لذلك جأشه ، ويقي نفسه فيرجع ، فإذا طالت عليه فترة الوحي غدا لمثل ذلك ، فإذا أوفى بذروة جبل تبدى له جبريل عليه السلام فقال له مثل ذلك . أول ما بدئ به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الوحي الرؤيا الصادقة في المنام ، فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح ، ثم حبب إليه الخلاء فكان يأتي ا ه . [ ص: 693 ]