33 - حدثنا أبو الحسن أحمد بن سالم المخرمي ، قال : حدثنا قال : حدثنا الحسن بن محمد بن الصباح ، قال : أخبرنا يزيد بن هارون ، عن مهدي بن ميمون ، محمد بن عبيد الله بن أبي يعقوب عن بشر بن [ ص: 193 ] شغاف ، عن قال عبد الله بن سلام رضي الله عنه يخطب ذات يوم فقام رجل فنال منه عثمان بن عفان فوذأته فاتذأ فقال رجل لا يمنعك مكانة بينما أمير المؤمنين أن تسب ابن سلام نعثلا فإنه من شيعته فقلت له لقد قلت القول العظيم في يوم القيامة للخليفة من بعد نوح .
قال الشيخ : قال جماعة من أهل العلم : معنى قوله : " فوذأته فاتذأ " يعني زجرته وقمعته فازدجر ، وقوله : يسب نعثلا " أن عثمان كان يشبه برجل من أهل مصر اسمه نعثل ، [ ص: 194 ] وكان طويل اللحية ، ولو وجد عائبوه عيبا غير هذا لقالوه .
وأما قول : " الخليفة من بعد ابن سلام نوح " فقد اختلف الناس في ذلك ، فقال بعض أهل العلم : أراد بقوله " نوح " لأن النبي صلى الله عليه وسلم سماه بذلك حين استشاره ، واستشار عمر بن الخطاب ؛ في أسارى أبا بكر بدر ، فأشار بالمن عليهم ، وأشار أبو بكر عمر بقتلهم ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " إن مثلك يا لأبي بكر كمثل أبا بكر إبراهيم حين قال : " فمن تبعني فإنه مني ومن عصاني فإنك غفور رحيم " ، وعيسى حين ، قال : " إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم " ، وإن مثلك يا عمر كمثل نوح حين قال : " رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا " ، " عمر في شدته وفظاظته وغلظته في ذات الله وأمره بنوح عليه السلام ، فأراد فشبه النبي [ ص: 195 ] صلى الله عليه وسلم ابن السلام أن عثمان كان الخليفة بعد نوح ، [ ص: 196 ] يعني عمر بتشبيه النبي صلى الله عليه وسلم له بنوح .
وقوله : " يوم القيامة " يريد يوم الجمعة ؛ لأن القيامة فيه تقوم كما روي ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وكقول كعب ، [ ص: 197 ] حين رأى رجلا يخاصم رجلا يوم الجمعة ، فقال : ويحك تكلم رجلا يوم القيامة .
وقيل في الخليفة من بعد نوح تفسير آخر ، وأن ما أراد إلا ابن سلام نوحا النبي نفسه ؛ لأن الناس كانوا في وقته في عافية وأمن وطمأنينة ، فلما أبوا إلا عصيانه دعا عليهم فكان هلاكهم في دعوته ، فأراد أن الناس في زمن عثمان في عافية وسلام ، وأن في قتله سل السيف والفتن إلى يوم القيامة . [ ص: 198 ] [ ص: 199 ]