فهذه أوصاف الإنسان الذي خلقه الله جاهلا بلا علم ، ثم علمه ما لم يكن يعلم ، فمن زعم أن القرآن مخلوق ، فقد زعم أن علم الله مخلوق . تعالى الله عما تنسبه إليه ومن زعم أن علم الله مخلوق ، فقد شبه الله بخلقه ، وأنه كان لا يعلم ثم تعلم ، الجهمية الضالة علوا كبيرا . ومما ذكر الله عز وجل من كلامه في كتابه قوله تعالى : فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه .
وقال تعالى : يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه وهم يعلمون .
وقال تعالى : ما يأكلون في بطونهم إلا النار ولا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم . [ ص: 220 ]
وقال : بديع السماوات والأرض وإذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون .
وقال عز وجل : وقال الذين لا يعلمون لولا يكلمنا الله أو تأتينا آية .
وقال : إن الذين يكتمون ما أنزل الله من الكتاب ويشترون به ثمنا قليلا أولئك ما يأكلون في بطونهم إلا النار ولا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم .
وقال عز وجل : إذ قالت الملائكة يا مريم إن الله يبشرك بكلمة منه . [ ص: 221 ]
وقال : يخلق ما يشاء إذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون .
وقال : إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون الحق من ربك فلا تكن من الممترين .
وقال : إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا أولئك لا خلاق لهم في الآخرة ولا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم .
وقال : إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه .
وقال : حتى أتاهم نصرنا ولا مبدل لكلمات الله [ ص: 222 ] .
وقال : وتمت كلمت ربك صدقا وعدلا لا مبدل لكلماته وهو السميع العليم .
وقال : وهو الذي خلق السماوات والأرض بالحق ويوم يقول كن فيكون قوله الحق وله الملك .
وقال عز وجل : وتمت كلمت ربك الحسنى على بني إسرائيل .
وقال عز وجل : والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره ألا له الخلق والأمر .
وقال : ويريد الله أن يحق الحق بكلماته ويقطع دابر الكافرين .
وقال : وجعل كلمة الذين كفروا السفلى وكلمة الله هي العليا .
وقال : ولولا كلمة سبقت من ربك لقضي بينهم .
وقال : كذلك حقت كلمت ربك على الذين فسقوا .
وقال : لا تبديل لكلمات الله . [ ص: 223 ]
وقال : ويحق الله الحق بكلماته ولو كره المجرمون .
وقال : إن الذين حقت عليهم كلمت ربك لا يؤمنون .
وقال : ولولا كلمة سبقت من ربك لقضي بينهم وإنهم لفي شك منه مريب .
وقال : وتمت كلمة ربك لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين .
وقال : واتل ما أوحي إليك من كتاب ربك لا مبدل لكلماته ولن تجد من دونه ملتحدا .
وقال تعالى : ولولا كلمة سبقت من ربك لكان لزاما وأجل مسمى .
وقال : وصدقت بكلمات ربها وكتبه وكانت من القانتين .
وقال : ويحق الحق بكلماته إنه عليم بذات الصدور .
فهذا ونحوه في القرآن كثير ، يدل على أن القرآن كلام الله ، وأن الله تعالى تكلم به ، خلافا لما تقوله الجهمية الضالة . [ ص: 224 ]