واختلفوا في المحصر الذي ذكرنا في الحج الذي لم يكن واجبا عليه قبل دخوله فيه ، وفي العمرة التي لم تكن واجبة عليه قبل دخوله فيها .
فقالت طائفة منهم : عليه قضاء الحج ، وقضاء العمرة جميعا وممن قال ذلك منهم ، أبو حنيفة ، وأبو يوسف كما قد حدثنا ومحمد بن الحسن محمد بن العباس ، عن علي ، عن محمد ، ، عن أبي يوسف ، وعن أبي حنيفة علي ، عن محمد ، عن ، وعن أبي يوسف علي ، عن محمد بذلك .
[ ص: 256 ] وقالت طائفة منهم لا قضاء عليه في ذلك وممن قال ذلك منهم كما حدثنا مالك بن أنس يونس ، قال أخبرنا ، عن ابن وهب بذلك . مالك
ولما اختلفوا في ذلك على ما ذكرنا وقد روينا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث الحجاج بن عمرو الأنصاري : كان ذلك دليلا على ما قال من كسر أو عرج فقد حل ، وعليه حجة أخرى ، ، أبو حنيفة ، وأبو يوسف ومحمد في ذلك مع ما قد رويناه عن في فتياه الذين سألوه عن اللديغ بذات التنانين أو بذات الشقوق : أن عليه عمرة من قابل . عبد الله بن مسعود
وأما قوله عز وجل : ( فمن كان منكم مريضا أو به أذى من رأسه ففدية من صيام أو صدقة أو نسك ) ، وأن المذكور في هذه الآية من الصيام ، ومن الصدقة ، ومن النسك مما لم يبين الله عز وجل لنا فيها ، ولا فيما سواها من كتابه ، عدد ذلك الصوم ، ومقدار تلك الصدقة وجنسها ، وذلك النسك ، وبينه لنا عز وجل على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم كما :
1686 - حدثنا ، قراءة منه علينا ، قال حدثنا يوسف بن يزيد يعقوب بن إسحاق بن أبي عباد المكي ، قال حدثنا عن مسلم بن خالد ، ، عن ابن جريج عن عبد الله بن كثير ، ، قال حدثني مجاهد عبد الرحمن بن أبي ليلى ، ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رآه وقمله يتساقط على وجهه ، فقال : أيؤذيك هوامك ؟ . قال : نعم فأمره أن يحلق وهو بالحديبية ، ولم يبين لهم أنهم يحلون بها وهم على طمع أن يدخلوا كعب بن عجرة مكة ، فأنزل الله عز وجل الفدية ، فأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يطعم فرقا بين ستة مساكين ، أو يهدي شاة ، أو يصوم ثلاثة أيام . عن
فبين لنا في هذا الحديث أن الصوم ثلاثة أيام ، وأن النسك شاة ، وأن الطعام فرق غير أنه لم يبين لنا ما مقدار الفرق ، ولا صنف الطعام فالتمسنا ذلك في غير هذا الحديث فوجدنا .
[ ص: 257 ] 1687 - محمد بن خزيمة ، قد حدثنا ، قال حدثنا ، قال حدثنا حجاج بن منهال ، عن حماد بن سلمة عن داود بن أبي هند ، عن الشعبي ، عبد الرحمن بن أبي ليلى ، ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى عليه وهو يحتش تحت قدر له ، والقمل يتناثر من رأسه ، وهو محرم ، قال : أيؤذيك هوام رأسك ؟ . قال : نعم قال : فاحلق رأسك ، وإن شئت فانسك نسكه ، وإن شئت فصم ثلاثة أيام ، وإن شئت فاطعم ثلاثة أصواع من تمر ستة مساكين . كعب بن عجرة عن
قال أحمد : هكذا روى هذا الحديث ، عن حماد بن سلمة داود ، عن عن الشعبي ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، كعب .
وأما فرواه عن يزيد بن زريع داود ، عن عن الشعبي ، كعب ، ولم يذكر كما : عبد الرحمن بن أبي ليلى
1688 - حدثنا محمد بن خزيمة ، قال حدثنا حجاج ، قال حدثنا ، قال حدثنا يزيد بن زريع داود ، عن الشعبي ، عن ، قال : مر بي رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية ، ولي وفيرة فيها هوام ، من بين أصل كل شعرة إلى فرعها قمل وصئبان ، فقال : إن هذا لأذى ؟ قلت : أجل يا رسول الله ، شديد قال : معك دم ؟ قلت : لا قال : فإن شئت فصم ثلاثة أيام ، وإن شئت فتصدق بثلاثة أصواع من تمر بين ستة مساكين ، كل مسكينين صاع . كعب بن عجرة
هكذا رواه عن يزيد بن زريع داود ، لم يذكر فيه ابن أبي ليلى ، وقد بين فيه أن الصدقة ثلاثة أصواع من تمر ، وبدأ فيه بذكر الدم ، وجعل التخيير في الصنفين الباقيين بعده .
وقد روى وهب بن خالد هذا الحديث عن داود ، كما رواه في إسناده ، فلم يذكر فيه يزيد بن زريع وقال فيه عن ابن أبي ليلى ، قال : حدثني الشعبي ، كما : كعب بن عجرة
[ ص: 258 ] 1689 - حدثنا نصر بن مرزوق ، قال حدثنا الخصيب بن ناصح ، قال حدثنا ، عن وهيب بن خالد عن داود بن أبي هند ، قال حدثني عامر الشعبي ، ، قال : كعب بن عجرة مر بي رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الحديبية ، وعلي وفرة وسان من أصل كل شعرة إلى فرعها قملا وصئبانا ، فقال : إن هذا لأذى ؟ قلت : نعم قال : فاحلق ، واذبح ، أو صم ثلاثة أيام ، أو تصدق بثلاثة آصع من تمر على ستة مساكين .
ففي هذا الحديث التخيير من رسول الله صلى الله عليه وسلم لكعب بين الأصناف الثلاثة المذكورة في هذه الآية ، وفيه أيضا أن الثلاثة الآصع المذكورة في حديثه من التمر كما في حديثي حماد ، ويزيد ، عن داود .
وقد روى هذا الحديث عن أبو قلابة ، أبي ليلى ، عن كعب ، فذكر أن الثلاثة الآصع التي ذكرها رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه من التمر كما :
1690 - حدثنا قال حدثنا إسماعيل بن يحيى المزني ، ، قال حدثنا محمد بن إدريس الشافعي عن عبد الوهاب ، عن خالد الحذاء ، عن أبي قلابة ، عن ابن أبي ليلى ، ، قال : كعب بن عجرة أتى النبي صلى الله عليه وسلم على زمن الحديبية ، وأنا كثير الشعر ، فقال : كأن هوام رأسك يؤذيك ؟ . قال : قلت : أجل قال : فاحلقه ، واذبح نسيكة ، أو صم ثلاثة أيام ، أو تصدق بثلاثة آصع تمرا بين ستة مساكين .
ففي هذا الحديث تخيير رسول الله صلى الله عليه وسلم كعبا بين هذه الأصناف الثلاثة أيضا ، وفيه أيضا أن الآصع الثلاثة من التمر وقد روي هذا الحديث أيضا عن عن عبد الله بن معقل ، كعب ، فذكر فيه تخيير رسول الله صلى الله عليه وسلم إياه بين النسك والصيام والإطعام ، غير أنه قال فيه : أو أطعم ستة مساكين ، كل مسكين نصف صاع حنطة .
1691 - كما حدثنا ، قال حدثنا بشر بن عمر الزهراني ، [ ص: 259 ] قال حدثنا إبراهيم بن مرزوق ، عن شعبة عبد الرحمن بن الأصبهاني ، قال : سمعت يقول : عبد الله بن معقل ، في المسجد ، فسألته عن هذه الآية : ( كعب بن عجرة ففدية من صيام أو صدقة أو نسك ) فقال : في أنزلت ، حملت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم والقمل يتناثر على وجهي ، فقال : ما كنت أرى الجهد بلغ بك هذا ، أو بلغ بك ما أرى ، فنزلت في خاصة ، ولكم عامة ، فأمرني أن أحلق رأسي ، وأنسك نسيكة ، أو أصوم ثلاثة أيام ، أو أطعم ستة مساكين ، كل مسكين نصف صاع حنطة . قعدت إلى
ففي هذا الحديث تخيير رسول الله صلى الله عليه وسلم إياه واحدا من هذه الأصناف ، وفيه أن الثلاثة الآصع من الحنطة ، وقد روى هذا الحديث عن الثوري ابن الأصبهاني ، .
1692 - كما حدثنا ، قال حدثنا أبو بكرة قال حدثنا مؤمل بن إسماعيل ، ، عن سفيان الثوري ابن الأصبهاني ، عن عن عبد الله بن معقل ، ، عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله ، غير أنه قال : كعب بن عجرة أو أطعم فرقا بين ستة مساكين .
فالتخيير في هذا الحديث كما هو في حديث ، عن شعبة ابن الأصبهاني وقد روى زكرياء بن أبي زائدة هذا الحديث عن ابن الأصبهاني كما :
1693 - حدثنا روح بن الفرج ، قال حدثنا قال حدثنا عبد الرحيم بن سليمان ، عن يوسف بن عدي ، زكرياء بن أبي زائدة ، عن عبد الرحمن بن الأصبهاني ، قال : حدثني عبد الله بن معقل ، ، حدثه أنه خرج مع النبي صلى الله عليه وسلم محرما ، فقمل رأسه ولحيته ، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم ، فأرسل إلي الحلاق ، فحلق رأسي ، ثم قال له : هل عندك نسك ؟ فقال : ما أقدر عليه ، فأمره بصوم ثلاثة أيام ، [ ص: 260 ] أو إطعام ستة مساكين لكل مسكين صاع ، فأنزل الله عز وجل فيه خاصة : ( كعب بن عجرة فمن كان منكم مريضا أو به أذى من رأسه ففدية من صيام أو صدقة أو نسك ) ، فكانت للمسلمين عامة . أن
ففي هذا الحديث تبدئة رسول الله صلى الله عليه وسلم النسك ، وتخييره كعبا بعد إخباره إياه أنه لا يقدر على النسك ، بين الصنفين الآخرين .
وقد روى هذا الحديث عن أبو عوانة ابن الأصبهاني على هذا المعنى أيضا .
1694 - كما حدثنا محمد بن خزيمة ، قال حدثنا ، قال حدثنا حجاج بن منهال ، عن أبو عوانة عبد الرحمن بن الأصبهاني ، عن عبد الله بن معقل بن مقرن ، قال : ، فقال : في نزلت هذه الآية : ( كعب بن عجرة فمن كان منكم مريضا أو به أذى من رأسه ) قال : قلت له : كيف كان شأنك ؟ قال : خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم محرمين ، فوقع القمل في رأسي ولحيتي وشاربي حتى وقع في حاجبي ، فذكر ذلك رجل للنبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : ما كنت أرى بلغ منك هذا ، ادع الحلاق ، فدعي الحلاق ، فحلق رأسه ، قال : هل تجد من نسيكة ؟ قال : قلت : لا قال : فصيام ثلاثة أيام ، أو إطعام ثلاثة أصوع ، بين كل مسكينين صاع .
قال : فأنزلت في خاصة ، وهي للناس عامة . كنا جلوسا في المسجد ، فجلس إلينا
وقد روى هذا الحديث عن مالك بن أنس عن عبد الكريم بن مالك الجزري ، ، عن مجاهد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، ، فزاد فيه من كلام النبي صلى الله عليه وسلم ما يدل على مراده من الأصناف الثلاثة ما اختاره كعب منها . كعب بن عجرة
1695 - كما حدثنا قال حدثنا إسماعيل بن يحيى المزني ، ، قال أخبرنا الشافعي ، عن مالك عن عبد الكريم بن مالك الجزري ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، ، كعب بن عجرة أنه كان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأذاه القمل في رأسه ، فأمره رسول [ ص: 261 ] الله صلى الله عليه وسلم أن يحلق رأسه ، قال : صم ثلاثة أيام ، أو أطعم ستة مساكين ، كل مسكين مدين مدين ، أو انسك شاة ، أي ذلك فعلت أجزأ عنك .
قال : غلط الشافعي في الحديث ، الحفاظ حفظوه عن مالك عن عبد الكريم ، ، عن مجاهد والذي ذكرناه في حديث عبد الرحمن بن أبي ليلى ، ، عن حماد بن سلمة داود ، عن عن الشعبي ، كعب : إن شئت فانسك نسيكة ، وإن شئت فصم ثلاثة أيام ، وإن شئت فأطعم ثلاثة أصواع من بين ستة مساكين ، مثل هذا أيضا غير أنا نظرنا فيما ذكره من غلط الشافعي في هذا الحديث لم نجد له أصلا ، ووجدنا الحفاظ قد رووه عن مالك ، عن مالك عن عبد الكريم ، ، عن مجاهد فوقفنا بذلك على أن الغلط كان من ابن أبي ليلى ، ، أو كان الشافعي غلط فيه في الوقت الذي سمعه منه مالك ، وقد كان قبل ذلك أو بعد ذلك حدث به صحيحا فممن رواه عن الشافعي ، لا غلط فيه ، مالك ، . عبد الله بن وهب
1696 - كما حدثنا قال أخبرنا يونس بن عبد الأعلى ، ، أن ابن وهب ، حدثه عن مالكا ، عن عبد الكريم بن مالك ، عن مجاهد عن ابن أبي ليلى ، كعب ، ثم ذكر مثل حديث سواء . الشافعي
ومنهم ، فرواه عن القعنبي كذلك ، . مالك
1697 - كما حدثنا ، قال حدثنا يزيد بن سنان ، قال : قرأت على القعنبي ، عن مالك ، عن عبد الكريم بن مالك ، عن مجاهد عن ابن أبي ليلى ، ، فذكر مثل ذلك أيضا . كعب بن عجرة
وقد روى هذا الحديث جماعة ، عن عن عبد الكريم ، ، أيضا ، منهم مجاهد . عبد الله بن عمرو
[ ص: 262 ] 1698 - كما حدثنا يونس ، قال حدثنا ، عن علي بن معبد ، عن عبيد الله بن عمرو ، عن عبد الكريم بن مالك مجاهد أبي الحجاج ، عن عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، ، فذكر مثل حديث كعب بن عجرة ، غير أنه لم يقل : أي ذلك فعلت أجزأك . الشافعي
وقد روى هذا الحديث عن جماعة هذا المعنى أيضا ، منهم مجاهد حميد بن قيس .
1699 - كما حدثنا إسماعيل بن يحيى المزني ، قالا : حدثنا ومحمد بن عبد الله بن عبد الحكم ، ، قال أخبرنا الشافعي ، عن مالك حميد بن قيس ، عن ، عن مجاهد عبد الرحمن بن أبي ليلى ، ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : لعله آذاك هوامك ؟ قلت : نعم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : احلق رأسك ، وصم ثلاثة أيام ، أو أطعم ستة مساكين ، أو انسك شاة ، . كعب بن عجرة عن
1700 - وكما حدثنا يونس ، قال أخبرنا ، أن ابن وهب ، حدثه عن مالكا ، فذكر بإسناده مثله ، . حميد
1701 - وكما حدثنا يزيد ، قال حدثنا ، قال : قرأت على القعنبي ، عن مالك حميد بن قيس ، فذكر مثله ، .
1702 - وكما حدثنا قال أخبرنا محمد بن عبد الحكم ، قال حدثنا أشهب بن عبد العزيز ، ، أن مالك حميد بن قيس ، حدثه ثم ذكر بإسناده مثله .
ومنهم : ابن أبي نجيح
1703 - فحدثنا إسماعيل بن يحيى ، قال حدثنا ، قال أخبرنا الشافعي سفيان ، عن ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد عن ابن أبي ليلى ، كعب ، مثله .
[ ص: 263 ] ومنهم أيوب السختياني :
1704 - فحدثنا محمد بن خزيمة ، قال حدثنا حجاج ، قال حدثنا ، حماد بن سلمة ، عن وحماد بن زيد أيوب ، عن ، فذكر بإسناده مثله . مجاهد
ومنهم : سيف بن سليمان
1705 - فحدثنا ، قال حدثنا إبراهيم بن مرزوق ، عن أبو حذيفة سفيان ، عن سيف ، عن ، عن مجاهد عبد الرحمن بن أبي ليلى ، كعب ، قال : مر بي النبي صلى الله عليه وسلم وأنا أوقد تحت قدر لي ، وأنا بالحديبية ، فقال : أيؤذيك هوام رأسك ؟ . قال : نعم قال : احلق ونزلت هذه الآية : ( فمن كان منكم مريضا أو به أذى من رأسه ففدية من صيام أو صدقة أو نسك ) ، فالصيام ثلاثة أيام ، والصدقة ستة مساكين بينهم فرق ، والنسك شاة . عن
ومنهم ابن عون .
1706 - فحدثنا ، قال حدثنا يزيد بن سنان سعيد بن سفيان الجحدري ، قال حدثنا عن ابن عون ، ، عن مجاهد عبد الرحمن بن أبي ليلى ، ، أنه قال : في أنزلت هذه الآية ، فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقال : ادن ، فدنوت ، قال كعب بن عجرة أظنه ثلاث مرات ، ثم قال : أيؤذيك هوامك ؟ . قال : أظنه قال : نعم فأمرني بصيام أو صدقة أو نسك ما تيسر . ابن عون :
ومنهم أبو بشر . عن
1707 - فحدثنا يزيد ، قال حدثنا ، قال حدثنا أبو داود هشيم ، عن ، عن أبي بشر ، عن مجاهد عبد الرحمن بن أبي ليلى ، ، قال : كنا مع رسول الله [ ص: 264 ] صلى الله عليه وسلم بالحديبية ، وقد حبسنا المشركون عن البيت ، ولي وفرة ، فجعلت الهوام تقع على وجهي ، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : أيؤذيك هوامك ؟ فقلت : نعم قال : فاحلق رأسك ، وصم ثلاثا ، أو أطعم ستة مساكين ، أو انسك نسكا . كعب بن عجرة عن
وقد روى هذا الحديث أيضا عن على هذا المعنى ، عبد الرحمن بن أبي ليلى ، ربيعة بن أبي عبد الرحمن .
1708 - كما حدثنا صالح بن عبد الرحمن الأنصاري ، قال حدثنا قال حدثنا الإمامي ابن أبي مريم ، عبد الرحمن بن عبد العزيز من ولد سهل بن حنيف ، قال : حدثني عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن عبد الرحمن بن أبي ليلى مولى الأنصار ، عن ، كعب بن عجرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى على وجهه دواب ، فقال : إني أراك يا كعب قد آذاك هوام رأسك . قال : أجل ، والله يا رسول الله فقال : احلق رأسك ، وأطعم ستة مساكين ، أو انسك شاة .
ولم يذكر في هذا الحديث الصيام .
وقد روى يحيى بن جعدة ، عن كعب هذا الحديث بالتخيير أيضا .
1709 - كما حدثنا يزيد ، قال حدثنا ، عن أبو عاصم ، قال : حدثني ابن جريج ، عن عمرو بن دينار يحيى بن جعدة ، عن ، كعب بن عجرة أن يحلق رأسه من القمل ، وقال : صم ثلاثة أيام ، أو أطعم ستة مساكين مدين مدين ، أو اذبح . كعب بن عجرة أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر
وقد روى هذا الحديث أيضا ، عن كعب ، بالتخيير أيضا . محمد بن كعب القرظي
1710 - كما حدثنا يونس ، قال حدثنا ، قال : حدثني عبد الله بن نافع عن أسامة بن زيد ، عن محمد بن كعب القرظي ، ، كعب بن عجرة كعب : أمرني رسول الله [ ص: 265 ] صلى الله عليه وسلم حين آذاني القمل أن أحلق رأسي وأصوم ثلاثة أيام ، أو أطعم ستة مساكين ، وقد علم أنه ليس عندي ما أنسك به . قال
وقد روى هذا الحديث أيضا على هذا المعنى عن رجل لم يسمه ، عن عطاء الخراساني ، كعب .
1711 - كما حدثنا يونس ، قال أخبرنا ، أن ابن وهب ، حدثه عن مالكا عطاء بن عبد الله الخراساني ، قال : أخبرني شيخ بسوق البرم بالكوفة ، ، أنه قال : جاءني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أنضج تحت قدر لأصحابي ، وقد امتلأ رأسي ولحيتي قملا ، فأخذ بجبهتي ، وقال : احلق هذا ، وصم ثلاثة ، أو أطعم ستة مساكين . كعب بن عجرة عن
وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم علم أنه ليس عندي ما أنسك به .
ولم يذكر في هذا الحديث النسك .
وإنما احتجوا إلى كشف أمور التخيير في هذه الآثار ، وإنما كان في كتاب الله عز وجل من ذلك ما وجهه وجه التخيير ، لأنه قد يحتمل أن يكون مثل ذلك على ما لا تخيير فيه ، كما قال عز وجل في قطاع الطريق : ( أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ) ، فلم يكن ذلك عند كثير من أهل العلم على التخيير ، بل كان على مراتب بعضها بعد بعض فاحتجنا إلى كشف ما ذكرنا لهذا المعنى ، وإنما كان تخيير رسول الله صلى الله عليه وسلم لكعب بين الهدي ، وإن كان قد علم أنه لا يقدر عليه ، وبين ما سواه مما في الآية ، لأن الآية لم يرد بها كعب خاصة ، إنما أريد بها الناس جميعا ، فأراد رسول الله صلى الله عليه وسلم تبيان حكمها للناس جميعا ، فذكر الأصناف التي يخيرون بينها .
[ ص: 266 ] وأما ما ذكرنا من اختلافهم عن كعب في الآصع ، فروى بعضهم عنه أنها من الحنطة ، وروى بعضهم أنها من التمر ، فإنهم لم يختلفوا أن عليه قبل أدائها كفارة ، وأجمعوا أنه إذا أدى عنها ثلاثة آصع من حنطة أنها مجزئة ، وأن الكفارة عنه ساقطة .
واختلفوا فيه إذا أدى عنها ثلاثة آصع من تمر ، فقال بعضهم : يجزئ كما تجزئ الحنطة وممن قال ذلك منهم وقال بعضهم : لا يجزئ مما يجزئ منه الحنطة وممن قال ذلك منهم الشافعي ، أبو حنيفة ، وأبو يوسف ومحمد فكان الأولى بنا أن لا تسقط عنه الكفارة إلا بما يجمعون على إسقاطها به عنه ، كما قال ، أبو حنيفة ، وأبو يوسف في ذلك . ومحمد بن الحسن
وأما قوله عز وجل : ( فإذا أمنتم ) ، فالمراد بذلك عندنا - والله أعلم - فإذا خرجتم مما كنتم فيه من الإحصار .