قال وأما تشنيع من شنع ، فقال : لو كان النوافل من الإيمان لما أصاب أحد الإيمان ، فيقال له : أما الإيمان ، لما أصاب أحد الإيمان ، فيقال له : أما أبو عبد الله : وأما الذي هو تطوع ، فقد أصاب كثيرا منه الأقوياء من أولياء الله تعالى من الرسل ، وغيرهم ، ومن قصر عما لا يجب عليه لم يستحق الذم ، ولم يسم منقوصا ، ولكن يسمى كاملا ، قد أدى ما وجب عليه ، وزاد أضعاف ذلك ، وإن كان غيره قد فصله ، كما أن من خالفنا يزعم أن الإيمان بر ، وإحسان ، وقربة إلى الله تعالى ، وأن النوافل كذلك ، وأنه [ ص: 868 ] لا غاية لها ، فإن كان من لم يأت بالإيمان الذي هو نافلة ، كما كان منقوصا ، كان من لم يأت بالنوافل كلها منقوصا من البر ، والإحسان ، والفضل . الإيمان المفترض فقد أصابه أولياء الله تعالى ،
فإن قالوا : لا يسمون منقوصين لأنهم لم يقصروا عما وجب عليهم .
قيل : فكذلك لا يسمون منقوصين من الإيمان إذا أدوا ما وجب عليهم ، وزادوا ، ولا فرقان بين ذلك ، إن لحقهم النقص في الإيمان ، لحقهم النقص في البر والإحسان ، لا فرقان بين ذلك .