قال ومن ذلك ما روي عن أبو عبد الله : الطفيل بن سخبرة :
874 - حدثنا قال : حدثنا محمد بن يحيى ، قال : حدثنا محمد بن كثير ، عن حماد بن سلمة ، عن عبد الملك بن عمير ، ربعي بن حراش ، طفيل بن سخبرة رضي الله عنه أخي رضي الله عنها لأمها ، قال : " رأيت رؤيا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأخبرت بها من أخبرت ، ثم [ ص: 862 ] أخبرت بها النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : " أخبرت بها أحدا ؟ " ، فقلت : نعم ، رأيت كأنني مررت برهط من اليهود ، فقلت : من أنتم ، فقالوا : نحن اليهود ، فقلت : أنتم القوم ، لولا أن تقولوا : عائشة عزير ابن الله ، فقالوا : وأنتم القوم لولا أن تقولوا : ما شاء الله ، وشاء محمد ، ثم أتيت على رهط من النصارى ، فقلت : ما أنتم ؟ فقالوا : نحن النصارى ، فقلت : إنكم لأنتم القوم لولا أنكم تقولوا : المسيح ابن الله ، فقالوا : وأنتم القوم لولا أنكم تقولوا : ما شاء الله ، وشاء محمد .
فلما صلى النبي صلى الله عليه وسلم الظهر قام خطيبا ، فحمد الله تعالى ، وأثنى عليه ، ثم قال : " فإن طفيلا رأى رؤية أخبر بها من أخبر منكم ، وإنكم كنتم تقولون كلمة ، كان يمنعني الحياء منكم أن أنهاكم ، فلا تقولوا ما شاء الله ، وشاء محمد " . عن [ ص: 863 ] قال فدل قوله : كان يمنعني الحياء منكم أن أنهاكم غير أنه قد كان يكره أن يقال ذلك ، ويستحي أن ينهاكم ، لأنه لم يكن جاءه عن الله تعالى نهي عن ذلك ، فلما رأى أبو عبد الله : طفيل الرؤيا ، استدل بذلك على أن الله تعالى قد كره ذلك ، فنهاه عنه ، فكان إمساكه عن النهي في الأمرين جميعا حياء منهم فعلا حسنا عن خلق كريم ، ثم آثر ما هو أولى به صلى الله عليه وسلم .