قال أبو عبد الله : قليل الحياء من الله تعالى ، فليكن الغالب عليه الحياء من الله ، وأفضل في الدين ، كنحو فينبغي للعاقل أن يستحي من الله [ ص: 856 ] تعالى أن يراه كثير الحياء من الخلق ، ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم في قصة رضي الله عنها حين بنى بها ، وتحدث عنده ناس من أصحابه رضي الله عنه ، فخرج رجاء أن يقوموا ، ثم رجع ، وهم على حالهم ، فشق ذلك عليه ، فاستحى أن يقول لهم : قوموا ، وكان كريما صلى الله عليه وسلم ، كثير الحياء . زينب بنت جحش
روي أنه كان أشد حياء من العذراء في خدرها ، فأنزل الله عز وجل : ( لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم ) إلى قوله : ( إن ذلكم كان يؤذي النبي فيستحيي منكم والله لا يستحيي من الحق ) ، فلما جاء أمر الله تعالى آثره ، وأرخى الحجاب ، وقال صلى الله عليه وسلم رضي الله عنه : لأنس " وراءك " ، وكان ذلك أولى به صلى الله عليه وسلم ، فكذلك يجب على أهل الدين أن يفعلوا .