822 - حدثنا أنا يحيى بن يحيى ، عن أبو معاوية ، العوام بن جويرية ، عن عن الحسن ، قال : أبي ذر ، قلت : يا رسول الله ، قال : " أكثرها ، فأكثرها ، فأكثرها " ، قلت : فإن لم يكن لي مال ؟ قال : " فمن عفو مالك " قلت : فإن لم أفعل ؟ قال : " فمن عفو طعامك " ، قلت : فإن لم أفعل ؟ قال : " اتق النار ، ولو بشق التمر " قلت : فإن لم أفعل ؟ قال : " فأمط الأذى عن الطريق " قلت : فإن لم أفعل ؟ قال : " الكلمة الطيبة " قلت : فإن لم أفعل ؟ قال : " فإن لم تفعل يا أبا ذر ، فدع الناس من الشر ، فإنها صدقة تصدق بها على نفسه " ، [ ص: 824 ] قلت : فإن لم أفعل ؟ قال : فإن لم تفعل ، فما تريد يا أبا ذر تدع فيك من الخير شيئا " . أي الصدقة أفضل ؟
قال فقد بين أن إماطة الأذى لم يكن واجبا عليه ، إذ قال : فإن لم تفعل ، قال : فبكلمة طيبة ، ثم قال : فإن لم تفعل ؟ قال : فدع الناس من الشر ، فلو كان إماطة الأذى عن الطريق واجبا لما رخص له في تركه ، ولقال له عليك أن تفعله ، ولكن لما لم يكن فرضا عليه ، فقال له : فإن لم أفعله أبدله مكانه شيئا ، هو أسهل عليه منه ، فلما قال : فإن لم أفعل ؟ لم يرخص له في تركه كف الشر ، إذ كان ذلك واجبا عليه ، فأبان أن إماطة الأذى من النوافل . أبو عبد الله :