694 - أنا أبو أيوب سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي أنا الحسن بن يحيى الخشني ، قال : ثنا عن زيد بن واقد ، عن بسر بن عبيد الله ، قال : واثلة بن الأسقع الليثي ، خالد بن الوليد الصفر ، قال واثلة : ركبت فرسي ، ثم أقبلت أسير حتى انتهيت إلى باب الجابية قال : فنزلت عن فرسي فمعكته ، ثم شددت عليه سرجه ، ثم اعتمدت على رمحي ، فسمعت صرير فتح باب الجابية ، فإذا أنا بأناس قد خرجوا خرائين فقلت : قبيح مني أحمل على رحل على مثل هذا الحال فلم يكن إلا يسيرا حتى خرجت خيل عظيمة ، فأمهلتها حتى إذا كانت فيما بيني وبين دير ابن أوفى حملت عليهم من خلفهم ، ثم كبرت فظنوا أنه قد أحيط بمدينتهم فأجفلوا راجعين قال : وشددت على عظيمهم ، فدعسته بالرمح فوقع وضربت بيدي إلى برذونه فأخذت بلجامه ، ثم ركضته حتى أبهرته ، فنظروا إلي فلما رأوني وحدي أقبلوا علي فالتفت [ ص: 429 ] فإذا برجل قد بدر بين أيديهم ، فرميت بالعنان على قربوس السرج ، ثم عطفت عليه فدعسته بالرمح فقتلته ، ثم عدت إلى البرذون واتبعوني فالتفت فإذا برجل قد بدر من بين أيديهم ، فألقيت العنان على قربوس السرج ، ثم عطفت عليه فدعسته بالرمح فقتلته حتى واليت بين ثلاثة فلما رأوا ما أصنع انطلقوا راجعين وأقبلت أسير حتى أتيت الصفر ، فأتيت منزلي فربطت البرذون ونزعت عنه سرجه ، ثم أتيت فذكرت ما صنعت وعنده عظيم خالد بن الوليد ، الروم ، قد كان خرج يلتمس الأمان لأهل المدينة فقال له خالد : " هل علمت أن الله قد قتل فلانا " يعني خليفته فقال : متانوس - وهي بالعربية معاذ الله - فأقبل واثلة بالبرذون فلما نظر إليه عظيم الروم عرفه ، فقال : أتبيعني السرج ؟ قال : نعم قال : لك به عشرة آلاف قال خالد بن (الوليد لواثلة : " بعه " فقال واثلة) : بعه أنت أيها الأمير فباعه وسلم إلي سلبه كله ، ولم يأخذ منه (شيئا) . لما نزل
694 \ أ - (أنا قال) حميد فأرى في هذا الحديث [ ص: 430 ] المراوضة في طلب الأمان ، ولم يستحكم ، وقد صار آخر أمرها إلى الصلح . أبو عبيد :