الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                    معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                    إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة

                                                                                                                                                                    البوصيري - شهاب الدين أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل البوصيري

                                                                                                                                                                    صفحة جزء
                                                                                                                                                                    [ 933 / 1 ] وقال إسحاق بن راهويه: أبنا عبد الرزاق، ثنا معمر، عن ابن خثيم ، عن أبي الطفيل قال: "كانت الكعبة في الجاهلية مبنية بالرضم ليس فيه مدر، وكانت قدر ما يقتحمها العناق، وكانت غير مهولة، إنما توضع ثيابها عليها، ثم يسدل سدلا عليها، وكان الركن الأسود موضوعا على سورها باديا، وكانت ذات ركنين هيئة الحلقة، مربعة من جانب مدورة من جانب، فأقبلت سفينة من أرض الروم حتى إذا كانوا قريبا من جدة انكسرت السفينة، فخرجت قريش ليأخذوا خشبها، فوجدوا روميا عندها، فأخذوا الخشب فأعطاهم إياها، وكانت السفينة تريد الحبشة ، وكان الرومي الذي كان في السفينة تاجرا، فقدموا بالخشب وقدموا بالرومي، فقالت قريش: نبني بهذا الخشب بيت ربنا، فلما أرادوا هدمه إذا هم بحية على سور البيت بيضاء البطن، سوداء الظهر، فجعلت كلما دنا أحد إلى البيت ليهدمه أو يأخذ من حجارته سعت إليه فاتحة فاها، فاجتمعت قريش عند المقام فعجوا إلى الله وقالوا: ربنا لم ترع، أردنا تشريف بيتك وتزيينه، فإن كنت ترضى ذلك وإلا فما بدا لك فافعل، فسمعوا جوابا في السماء، فإذا هم بطائر أعظم من النسر أسود الظهر، أبيض البطن والرجلين، فغرز مخالبه في قفا الحية، ثم انطلق بها يجرها وذنبها ساقط حتى انطلق بها نحو جياد، فهدمتها قريش، فجعلوا يبنونها بحجارة [ ص: 7 ] الوادي، تحملها قريش على رقابها، ورفعوها إلى السماء عشرين ذراعا، فبينا النبي صلى الله عليه وسلم يحمل حجارة من أجياد وعليه نمرة، فضاقت عليه النمرة، فذهب بعض النمرة على عاتقه، فترى عورته من صغر النمرة، فنودي: يا محمد، خمر عورتك . فلم ير عريانا بعد ذلك، وكان بين بنائها وبين ما أنزل الله عليه خمس عشرة سنة، فلما كان جيش الحصين بن نمير . . . " فذكر حريقها في زمان ابن الزبير .

                                                                                                                                                                    قال ابن خثيم : وأخبرني ابن سابط أنه لما بناها ابن الزبير كشفوا عن القواعد فإذا الحجر فيها مثل الحلقة مشبك بعضها ببعض، إذا حركت بالعتلة تحرك الذي من الناحية الأخرى .

                                                                                                                                                                    قال ابن سابط: فأرانيه زيد بعد العشاء في ليلة مقمرة، قال: فرأيتها أمثال الحلقة مشبك أطراف بعضها ببعض
                                                                                                                                                                    .

                                                                                                                                                                    [ 933 / 2 ] قال معمر: فأخبرني يزيد بن أبي زياد، عن مجاهد قال: لما هدموا الكعبة في الجاهلية حتى إذا بلغوا موضع الركن خرجت عليهم حية كأنما عنقها عنق بعير، فهاب الناس أن يدنوا منها، فجاء طائر ظلل نصف مكة فأخذها برجليه، ثم حلق بها حتى قذفها في البحر .

                                                                                                                                                                    قال مجاهد: وخرجوا يوما فنزع رجل من البيت حجرا وسرق من حلية البيت، ثم عاد فسرق فلصق الحجر على رأسه " .

                                                                                                                                                                    التالي السابق


                                                                                                                                                                    الخدمات العلمية