15 - باب خير الدين أيسره
[ 82 / 1 ] قال ثنا أبو داود الطيالسي: عن أبو عوانة، عن أبي بشر، رجاء، عن محجن قال: محجن بيدي، حتى انتهينا إلى مسجد البصرة فإذا قاعد على باب من أبواب المسجد، وفي المسجد رجل يقال له: بريدة الأسلمي سكبة يطيل الصلاة، وكان في بريدة مزاحة، قال بريدة: يا محجن، ألا تصلي كما يصلي سكبة. فلم يرد عليه محجن شيئا. وقال محجن: أخذ بيدي رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى صعدنا أحدا فأشرف على المدينة فقال: ويل لأمها من قرية يدعها أهلها أعمر ما كانت حتى يجيء الدجال، فيجد على كل باب منها ملكا مصلتا ولا يدخلها" . "أخذ
[ 82 / 2 ] وبه إلى محجن قال:
ثم انطلق بي حتى بلغ باب حجرة، ثم أرسل يده من يدي، قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: خير دينكم أيسره - قالها ثلاثا" . "أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي حتى انتهينا إلى سدة المسجد، فإذا رجل يركع ويسجد ويركع ويسجد فقال لي: من هذا؟ فقلت: هذا فلان، وجعلت أطريه وأقول هذا، هذا، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تسمعه فتهلكه. [ ص: 112 ]
[ 82 / 3 ] قال: وثنا عيينة بن عبد الرحمن، عن أبيه، بريدة قال: "خرجت أمشي فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما فظننت أنه يريد حاجة، فعارضته حتى رآني، فأرسل إلي، فأتيته فأخذ بيدي فانطلقنا نمشي جميعا، فإذا رجل بين أيدينا يصلي يكثر الركوع والسجود، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تراه يرائي؟ قال: قلت: الله ورسوله أعلم. فأرسل يدي فقال: عليكم هديا قاصدا، فإنه من يشاد هذا الدين يغلبه " عن .
[ 82 / 4 ] رواه ثنا مسدد: ثنا يزيد بن زريع، يونس، عن زياد بن مخراق، عن رجل من أسلم قال: بريدة، ومحجن، وسكبة، فقال محجن لبريدة: ألا تصلي كما يصلي سكبة؟ قال: لا، لقد رأيتني أقبلت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحد نتماشى يدي في يده، فرأى رجلا يصلي فقال: أتراه رجلا، أتراه صادقا، فذهبت أثني عليه، قال: فلما دنونا نزع يده من يدي وقال: ويحك، اسكت لا تسمعه فتهلكه، إن خير دينكم أيسره " "كان منا ثلاثة نفر صحبوا النبي صلى الله عليه وسلم: .
[ 82 / 5 ] ورواه ثنا أبو بكر بن أبي شيبة: ثنا شبابة بن سوار، عن شعبة، جعفر ابن إياس عن عبد الله بن شقيق، عن رجاء بن أبي رجاء قال: بريدة المسجد، ومحجن على باب المسجد، فقال بريدة - وكان فيه مزاح، يا محجن، ألا تصلي كما يصلي سكبة؟ فقال محجن: إن النبي صلى الله عليه وسلم أخذ بيدي فصعد أحدا فأشرف على المدينة فقال: ويل أمها مدينة يدعها أهلها وهي أخير ما كانت - أو أعمر - يأتيها الدجال فيجد على كل باب من أبوابها ملكا مصلتا بجناحيه فلا يدخلها. ثم نزل النبي صلى الله عليه وسلم وهو آخذ بيدي فدخل المسجد، فإذا رجل يصلي فقال لي: من هذا؟ فأثنيت عليه خيرا، فقال: اسكت، لا تسمعه فتهلكه. ثم أتى على باب حجرة امرأة من نسائه فنفض يده من يدي ثم قال: إن خير دينكم أيسره، إن خير دينكم أيسره - مرتين " "دخل . [ ص: 113 ]
[ 82 / 6 ] قال: ثنا يزيد بن هارون عن وأبو داود الطيالسي، عيينة بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن قال: كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم فأتى على رجل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أتراه مرائيا؟ ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: عليكم هديا قاصدا، فإنه بريدة الأسلمي من يشاد هذا الدين يغلبه "
[ 82 / 7 ] ورواه : ثنا أحمد بن منيع عن إسماعيل ابن علية، عيينة بن عبد الرحمن، عن أبيه، قال: خرجت ذات يوم فإذا أنا بالنبي صلى الله عليه وسلم يمشي بين يدي فأدركته فمشيت معه فأخذ بيدي فانطلقنا فإذا نحن بأيدينا رجل يكثر الركوع والسجود، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: تراه يرائي؟ قلت: الله ورسوله أعلم. فترك يده من يدي، وقال بيده، فجمعهما ثم جعل يصوبهما ويقول: عليكم هديا قاصدا، فإنه من يشاد هذا الدين يغلبه بريدة الأسلمي " عن
[ 82 / 8 ] ورواه ثنا أبو يعلى الموصلي: ثنا زهير، عن إسماعيل بن إبراهيم، عيينة بن عبد الرحمن ... فذكر حديث بتمامه. ابن منيع
هذا حديث صحيح، وفيه ثلاثة من الصحابة: بريدة هو ابن الحصيب الأسلمي شهد فتح خيبر، وهو آخر من مات من الصحابة بخراسان، وأسلم قبل بدر ولم يشهدها وشهد الفتح.
ومحجن هو ابن الأدرع الأسلمي نزل البصرة واختط مسجدها.
وسكبة بفتحات وموحدة.
ورجاء بن أبي رجاء الباهلي البصري وثقه العجلي وابن حبان.
وأبو بشر هو جعفر بن إياس أحد رجال الصحيح.
وأبو عوانة هو الوضاح بن عبد الله اليشكري الحافظ.
وعبد الرحمن بن جوشن، وثقه أبو زرعة وابن سعد والعجلي. وذكره في الثقات. ابن حبان
وابنه عيينة وثقه ابن معين وابن سعد وأبو حاتم وذكره والنسائي، في الثقات. ابن حبان
وزياد بن مخراق المزني وثقه ابن معين وذكره والنسائي، في الثقات، وباقي رجال الإسناد رجال الصحيح. [ ص: 114 ] ابن حبان
[ 82 / 9 ] ورواه القضاعي في كتابه مسند الشهاب من طريق عيينة بن عبد الرحمن بن جوشن، حدثني أبي، عن بريدة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: . "من يشاد هذا الدين يغلبه "