17 - باب لا يظلم مؤمن مؤمنا إلا انتقم الله تعالى منه ولن ينجي أحدا عمله
[ 7783 ] وعن رضي الله عنه قال: أبي سعيد الخدري "كان رجل من المهاجرين، وكان ضعيفا وكان له حاجة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأراد أن يلقاه على خلاء فيبدي له حاجته، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم معسكرا بالبطحاء، وكان يجيء من الليل فيطوف بالبيت، حتى إذا كان في وجه السحر يرجع فيصلي بهم صلاة الغداة. قال: فحبسه الطواف ذات ليلة حتى أصبح، فلما استوى على راحلته عرض له الرجل، فأخذ بخطام ناقته، فقال: يا رسول الله، لي إليك حاجة. فقال: إنك ستدرك حاجتك. فأبى، فلما خشي أن يحبسه خفقه بالسوط خفقة، ثم مضى فصلى بهم صلاة الغداة، فلما انفتل أقبل بوجهه على القوم، وكان إذا فعل ذلك عرفوا أنه حدث أمر، فاجتمع القوم حوله فقال: أين الذي جلدت آنفا؟ فأعادها - إن كان في القوم فليقم. قال: فجعل الرجل يقول: أعوذ بالله ثم برسوله. وجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ادنه ادنه. حتى دنا منه فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم بين يديه وناوله السوط فقال: خذ بمجلدك فاقتص. فقال: أعوذ بالله أن أجلد نبيه. قال: خذ بمجلدك لا بأس عليك. قال: أعوذ بالله أن أجلد نبيه. قال: إلا أن تعفو. قال: فألقى السوط وقال: قد عفوت يا رسول الله. فقام إليه أبو ذر رضي الله عنه فقال: يا رسول الله، تذكر ليلة العقبة كنت أسوق بك وكنت نائما وكنت إذا أبطأت وإذا أخذت بخطامها أعرضت [ ص: 202 ] فخفقتك خفقة بالسوط، فقلت: قد أتاك القوم. فقلت: لا بأس عليك؟ خذ يا رسول الله فاقتص، قال: قد عفوت. قال: اقتص. فإنه أحب إلي. فجلده رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فلقد رأيته يتضور بها من جلد رسول الله صلى الله عليه وسلم. ثم قال: أيها الناس، اتقوا الله؛ فوالله ". لا يظلم مؤمن مؤمنا إلا انتقم الله - تعالى - منه
رواه بسند فيه عبد بن حميد أبو هارون العبدي وهو ضعيف واسمه: عمارة بن جوين . لكن له شاهد من حديث وتقدم في الجنائز، وآخر في الإمارة من حديث الفضل بن عباس في باب تمكين الإمام من نفسه، وآخر من حديث ابن عمر أبي فراس وتقدم في الديات، وآخر من حديث وغيره، وتقدم كل ذلك في المواعظ في باب الترهيب من الظلم. أنس