الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                    معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                    إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة

                                                                                                                                                                    البوصيري - شهاب الدين أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل البوصيري

                                                                                                                                                                    صفحة جزء
                                                                                                                                                                    [ 7463 / 1 ] وعن جندب بن سفيان - رجل من بجيلة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "سيكون بعدي فتن كقطع الليل المظلم، تصدم الرجل كصدم جباه فحول الثيران، يصبح الرجل فيها مسلما ويمسي كافرا، ويمسي فيها مؤمنا ويصبح كافرا. فقال رجل من المسلمين: يا رسول الله، فكيف نصنع عند ذلك؟ فقال: ادخلوا بيوتكم، وأخملوا ذكركم. فقال رجل من المسلمين: أرأيت إن دخل على أحدنا بيته. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فليمسك بيده، وليكن عبد الله المقتول، ولا يكن عبد الله القاتل. قال: فإن الرجل يكن في فئة الإسلام، فيأكل مال أخيه، ويسفك دمه، ويعصي ربه، ويكفر بخالقه، وتجب له جهنم ".

                                                                                                                                                                    رواه أبو بكر بن أبي شيبة بإسناد حسن.

                                                                                                                                                                    [ 7463 / 2 ] وكذا أبو يعلى ولفظه عن جندب بن سفيان - رجل من بجيلة - قال: "إني عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ جاءه بشير من سرية بعثها، فأخبره بنصر الله الذي نصر سريته، وبفتح الله الذي فتح لهم، قال: يا رسول الله، بينا نحن نطلب العدو وقد هزمهم الله إذ لحقت رجلا منهم بالسيف، فلما أحس أن السيف مواقعه التفت وهو يسعى، فقال: إني مسلم، إني مسلم. فقتلته وإنما قال يا نبي الله متعوذا، قال: فهلا شققت عن قلبه، فنظرت صادق هو أو كاذب؟! قال: لو شققت عن قلبه ما كان يعلمني القلب هل قلبه إلا مضغة من لحم؟ قال: فأنت قتلته، لا ما في قلبه علمت، ولا لسانه صدقت. قال: يا رسول الله، استغفر لي. قال: لا أستغفر لك. فدفنوه، فأصبح على وجه الأرض ثلاث مرات، فلما رأى ذلك (بنوه ) استحيوا وخزوا مما لقي، فحملوه فألقوه في شعب من تلك الشعاب ". ورواه مسلم مختصرا.

                                                                                                                                                                    وله شاهد من حديث عقبة بن مالك، وتقدم في الجهاد في باب "كف القتل عمن قال إني مسلم " وآخر في كتاب الإيمان. [ ص: 55 ]

                                                                                                                                                                    التالي السابق


                                                                                                                                                                    الخدمات العلمية