الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                    معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                    إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة

                                                                                                                                                                    البوصيري - شهاب الدين أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل البوصيري

                                                                                                                                                                    صفحة جزء
                                                                                                                                                                    [ 6924 / 1 ] وعن عراك بن مالك قال: قال أبو ذر رضي الله عنه " إني لأقربكم مجلسا من رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم القيامة؛ وذلك أني سمعته يقول: إن أقربكم مني مجلسا يوم القيامة من خرج من الدنيا كهيئة ما تركته عليها، وإنه والله ما منكم من أحد إلا وقد تشبث منها بشيء غيري".

                                                                                                                                                                    رواه أحمد بن منيع ، وأحمد بن حنبل بلفظ واحد، ورواتهما ثقات.

                                                                                                                                                                    [ 6924 / 2 ] ورواه أبو يعلى الموصلي بسند ضعيف، ولفظه: عن عبد الله بن عباس قال: "استأذن أبو ذر على عثمان وأنا عنده، قال: فتغافلوا عنه ساعة، فقلت: يا أمير المؤمنين، هذا أبو ذر على الباب يستأذن، قال: ائذن له إن شئت، إنه يؤذينا ويبرح بنا، قال: فأذنت، فجلس على سرير من مول من هذه النمرية، فرجف به السرير، وكان عظيما طويلا، فقال عثمان: أما إنك الزاعم أنك خير من أبي بكر وعمر، قال: ما قلت، قال عثمان: إني أنزع عليك بالبينة، قال: والله ما أدري ما بينتك وما تأتي به، وقد علمت ما قلت.

                                                                                                                                                                    قال: فكيف قلت إذا؟ قال: قلت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن أحبكم إلي وأقربكم مني الذي يلحقني على العهد الذي عاهدته عليه، وكلكم قد أصاب من الدنيا، وأنا على ما عاهدني عليه، وعلى الله تمام النعمة.

                                                                                                                                                                    وسأله عن أشياء فأخبره بالذي يعلمه، وبالذي بلغه، فأمره أن يرتحل إلى الشام، فلحق بمعاوية، فكان يحدث بالشام، فاستهوى قلوب الرجال، كأن معاوية ينكر بعض شأن رعيته، وكان يقول: لا يبيتن عند أحدكم دينار [ ص: 311 ] ولا درهم ولا شيء من فضة، إلا شيء ينفقه في سبيل الله أو يعده لغريم.

                                                                                                                                                                    وأن معاوية بعث إليه بألف دينار في جنح الليل، فأنفقها، فلما صلى معاوية الصبح دعا رسوله الذي أرسله إليه فقال: اذهب إلى أبي ذر فقل: أنقذ جسدي من عذاب معاوية أنقذك الله من عذاب النار؛ فإني أخطأت لك، قال: بني، قل له: يقول لك أبو ذر: والله ما أصبح عندنا منه دينار، ولكن أنظرنا ثلاثا حتى نجمع لك دنانيرك، فلما رأى معاوية أن قوله يصدق فعله، كتب إلى عثمان:

                                                                                                                                                                    أما بعد: إن كان لك بالشام حاجة أو بأهله فابعث إلى أبي ذر؛ فإنه قد أوعل صدقة الناس، فكتب إليه عثمان: أقدم علي، فقدم عليه بالمدينة".


                                                                                                                                                                    التالي السابق


                                                                                                                                                                    الخدمات العلمية