الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                    معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                    إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة

                                                                                                                                                                    البوصيري - شهاب الدين أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل البوصيري

                                                                                                                                                                    صفحة جزء
                                                                                                                                                                    [ 6365 / 1 ] وقال إسحاق بن راهويه : أبنا وهب بن جرير، حدثنا أبي، عن ابن إسحاق، حدثني محمد بن عبد الله بن قيس بن مخرمة، عن الحسن بن محمد بن علي بن أبي طالب، عن أبيه، عن جده علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ما هممت بقبيح مما كان أهل الجاهلية يهمون به، إلا مرتين من الدهر، كلتيهما يعصمني الله منها: قلت ليلة لفتى معي من قريش بأعلى مكة في أغنام لأهلنا يرعاها: انصرف إلى غنمي حتى أسمر هذه الليلة بمكة، كما يسمر الفتيان، قال: نعم. فخرجت فجئت أدنى دار من دور مكة سمعت، غناء وضرب دفوف ومزامير، فقلت: ما هذا؟! فقالوا: فلان تزوج فلانة - لرجل من قريش تزوج امرأة من قريش - فلهوت بذلك الغناء وبذلك الصوت حتى غلبتني عيني، فما أيقظني إلا مس الشمس، فرجعت إلى صاحبي حتى قال: ما فعلت؟ فأخبرته ثم قلت ليلة أخرى مثل ذلك ففعل فخرجت فسمعت مثل ذلك، فقيل لي مثلما قيل لي، فلهوت بما سمعت حتى غلبتني عيني، فما أيقظني إلا مس الشمس، ثم رجعت إلى صاحبي فقال: ما فعلت؟ قلت: ما فعلت شيئا. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فوالله ما هممت بعدهما بسوء مما يعمل أهل الجاهلية حتى أكرمني الله بنبوته".

                                                                                                                                                                    قلت: هكذا رواه محمد بن إسحاق في السيرة، وهذه الطريق حسنة جليلة، ولم أره في شيء من المسانيد الكبار إلا في مسند إسحاق، وهو حديث حسن متصل ورجاله ثقات.

                                                                                                                                                                    [ 6365 / 2 ] ورواه ابن حبان في صحيحه: أبنا عمر بن محمد الهمداني، ثنا أحمد بن المقدام العجلي، ثنا وهب بن جرير، ثنا أبي، عن ابن إسحاق، ثنا محمد بن عبد الله بن قيس... فذكره.

                                                                                                                                                                    التالي السابق


                                                                                                                                                                    الخدمات العلمية