الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                    صفحة جزء
                                                                                                                                                                    10 - باب أي الليل أجوب دعوة.

                                                                                                                                                                    [ 6183 / 1 ] قال مسدد : ثنا حماد، عن علي بن زيد، عن الحسن قال: " بعث زياد كلاب بن أمية على الأيلة، فمر عثمان بن أبي العاص فقال: يا أبا هارون، ما يقعدك ها هنا؟ قال: بعثني هذا على الأيلة. قال: على المكس، ألا أحدثك حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن نبي الله داود - عليه السلام - كان يوقظ أهله ساعة من الليل يقول: يا أهل داود ، قوموا فصلوا فإن هذه ساعة يستجاب فيها الدعاء إلا لساحر أو عشار. قال: فدعا بسفينة فركب فيها فدخل على زياد وقال: ابعث على عملك من شئت".

                                                                                                                                                                    [ 6183 / 2 ] رواه أبو بكر بن أبي شيبة : ثنا عفان، ثنا حماد بن سلمة ، أبنا علي بن زيد، عن الحسن، عن عثمان بن أبي العاص أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال: " ينادي مناد كل ليلة: هل من سائل فأعطيه، هل من مستغفر فأغفر له، هل من داع فأستجيب له".

                                                                                                                                                                    [ 6183 / 3 ] ورواه أبو يعلى الموصلي : ثنا إبراهيم السامي ، ثنا حماد، عن علي بن زيد، عن الحسن " أن عبد الله بن عامر استعمل كلاب بن أمية على الأيلة فمر به عثمان بن أبي العاص فقال: ما شأنك؟ قال: استعملت على الأيلة. فقال: ألا أخبرك؟ قال: بلى. قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن في الليل ساعة تفتح فيها أبواب السماء فيقول: هل من سائل فأعطيه، هل من داع فأستجيب له، هل من مستغفر فأغفر له. وإن داود - عليه السلام - [ ص: 451 ] خرج ذات ليلة فقال: لا يسأل الله أحد شيئا إلا أعطاه إياه إلا لساحر أو عشار. قال: فركب في قرقور، فأتى عبد الله بن عامر فقال: اقبل عملك، فإن عثمان بن أبي العاص حدثني أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم . يقول كذا وكذا".

                                                                                                                                                                    [ 6183 / 4 ] ورواه أحمد بن حنبل : ثنا يزيد بن هارون ، أبنا حماد بن زيد ، ثنا علي بن زيد، عن الحسن قال: " مر عثمان بن أبي العاص على كلاب بن أمية وهو جالس على مجلس العاشر بالبصرة، فقال: ما يجلسك ها هنا؟ قال: استعملني هذا على هذا المكان - يعني زياد - فقال له عثمان: ألا أحدثك حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال: بلى. قال عثمان: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: كان لداود نبي الله صلى الله عليه وسلم ساعة يوقظ فيها أهله يقول: يا آل داود قوموا فصلوا، فإن هذه ساعة يستجيب الله فيها الدعاء إلا لساحر أو عاشر فركب كلاب بن أمية سفينة فأتى زيادا فاستعفاه فأعفاه".

                                                                                                                                                                    [ 6183 / 5 ] قال: وثنا عبد الصمد وعفان - المعنى - قالا: ثنا حماد بن سلمة ، عن علي بن زيد ... فذكره.

                                                                                                                                                                    [ 6183 / 6 ] ورواه الطبراني في كتاب الدعاء وفي الكبير والأوسط: ولفظه: عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " تفتح أبواب السماء نصف الليل فينادي مناد: هل من داع فيستجاب له؟ هل من سائل فيعطى؟ هل من مكروب فيفرج عنه؟ فلا يبقى مسلم يدعو بدعوة إلا استجاب الله - عز وجل - له، إلا زانية تسعى بفرجها أو عشارا".

                                                                                                                                                                    [ 6183 / 7 ] وفي رواية في الكبير أيضا: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إن الله يدنو من خلقه، فيغفر لمن يستغفر، إلا لبغي بفرجها أو عشار".

                                                                                                                                                                    قلت: مدار طرق حديث عثمان بن أبي العاص هذا على علي بن زيد بن جدعان وهو ضعيف، واختلف في سماع الحسن من عثمان. [ ص: 452 ]

                                                                                                                                                                    التالي السابق


                                                                                                                                                                    الخدمات العلمية