الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                    معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                    إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة

                                                                                                                                                                    البوصيري - شهاب الدين أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل البوصيري

                                                                                                                                                                    صفحة جزء
                                                                                                                                                                    32 - سورة فصلت.

                                                                                                                                                                    [ 5808 / 1 ] قال أبو بكر بن أبي شيبة : ثنا ابن مسهر، عن الأجلح، عن الذيال بن حرملة الأسدي، عن جابر - رضي الله عنه - قال: " اجتمعت قريش يوما فقالوا انظروا أعلمكم بالسحر والكهانة والشعر؛ فليأت هذا الرجل الذي قد فرق جماعتنا، وشتت أمرنا، وعاب ديننا فليكلمه، ولينظر ماذا يرد عليه. فقالوا: ما نعلم أحدا غير عتبة بن ربيعة، فقالوا: أنت يا أبا الوليد. فأتاه عتبة فقال: يا محمد، أنت خير أم عبد الله؟ فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال: أنت خير أم عبد المطلب؟ فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال: إن كنت تزعم أن هؤلاء خير منك؛ فقد عبدوا الآلهة التي عبت، وإن كنت تزعم أنك خير منهم؛ فتكلم حتى نسمع قولك، أما والله ما رأينا سخلة قط أشأم على قومك منك، فرقت جماعتنا، وشتت أمرنا، وعبت ديننا، وفضحتنا في العرب حتى لقد طار فيهم أن في قريش ساحرا، وأن في قريش كاهنا، والله ما ننتظر إلا مثل صيحة الحبلى، أن يقوم بعضنا إلى بعض بالسيوف حتى نتفانى، أيها الرجل، إن كان إنما بك [ ص: 264 ] الحاجة جمعنا لك حتى تكون أغنى قريش رجلا واحدا، وإن كان إنما بك الباءة فاختر أي نساء قريش شئت فلنزوجك عشرا. فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : أفرغت ؟ قال: نعم. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : بسم الله الرحمن الرحيم ( حم تنزيل من الرحمن الرحيم ) حتى بلغ ( فإن أعرضوا فقل أنذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود ) فقال له عتبة: حسبك حسبك، ما عندك غير هذا ؟ قال: لا. فرجع إلى قريش، فقالوا: ما وراءك ؟ قال: ما تركت شيئا أرى أنكم تكلمونه به إلا قد كلمته به. قالوا: فهل أجابك ؟ قال: نعم، قال: لا والذي نصبها بنية ما فهمت شيئا مما قال غير آية: (أنذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود ). قالوا: ويلك، يكلمك رجل بالعربية لا تدري ما قال ؟ ! قال: لا والله، ما فهمت شيئا مما قال غير ذكر الصاعقة ".

                                                                                                                                                                    [ 5808 / 2 ] رواه عبد بن حميد وأبو يعلى الموصلي : قالا: ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ... فذكره.

                                                                                                                                                                    [ 5808 / 3 ] ورواه الحاكم أبو عبد الله الحافظ: ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، ثنا أبو البختري عبد الله بن محمد بن شاكر، ثنا جعفر بن عون ، ثنا الأجلح بن عبد الله... فذكره بتمامه.

                                                                                                                                                                    وقال: حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه.

                                                                                                                                                                    التالي السابق


                                                                                                                                                                    الخدمات العلمية