[ 450 ] وقال ثنا إسحاق بن راهويه: ثنا النضر بن شميل، أبو العوام الباهلي [ ص: 280 ] عبد العزيز بن الربيع، ثنا عن أبو الزبير، قال: جابر بن عبد الله . "كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسير فأتى على قبرين يعذب صاحباهما، فقال: ما يعذبان في كبير. ثم قال: بلى، أما أحدهما فكان يغتاب الناس، وأما الآخر فكان لا يتأدى من بوله، ثم أخذ جريدة رطبة أو جريدتين فكسرهما، ثم غرس كل كسرة على قبر فقال: إنه يخفف عنهما ما دامتا رطبتين - أو قال: ما لم ييبسا"
قلت: وثقه أبو العوام فالحديث حسن صحيح. ابن معين،
وبوب على هذا الحديث: باب البخاري من الكبائر ألا يستتر من بوله.
قال الخطابي: معناه: أنهما ليعذبان في أمر كان يكبر عليهما، أو يشق فعله لو أرادا أن يفعلاه، وهو التنزه من البول أو ترك النميمة. ولم يرد أن المعصية في هاتين الخصلتين ليست بكبيرة في حق الدين، وأن الذنب فيهما هين سهل. "وما يعذبان في كبير"
قال الحافظ ولخوف توهم مثل هذا استدرك، فقال: المنذري: "بلى إنه كبير" والله أعلم، انتهى.
ولهذا الحديث شواهد منها حديث في الصحيحين وغيرهما، ورواه ابن عباس أحمد بن حنبل من حديث وابن ماجه ورواه أبي أمامة، في صحيحه من حديث ابن حبان ورواه أبي هريرة، في سننه من حديث الدارقطني أنس.