الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                    معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                    إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة

                                                                                                                                                                    البوصيري - شهاب الدين أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل البوصيري

                                                                                                                                                                    صفحة جزء
                                                                                                                                                                    [ 450 ] وقال إسحاق بن راهويه: ثنا النضر بن شميل، ثنا أبو العوام الباهلي [ ص: 280 ] عبد العزيز بن الربيع، ثنا أبو الزبير، عن جابر بن عبد الله قال: "كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسير فأتى على قبرين يعذب صاحباهما، فقال: ما يعذبان في كبير. ثم قال: بلى، أما أحدهما فكان يغتاب الناس، وأما الآخر فكان لا يتأدى من بوله، ثم أخذ جريدة رطبة أو جريدتين فكسرهما، ثم غرس كل كسرة على قبر فقال: إنه يخفف عنهما ما دامتا رطبتين - أو قال: ما لم ييبسا" .

                                                                                                                                                                    قلت: أبو العوام وثقه ابن معين، فالحديث حسن صحيح.

                                                                                                                                                                    وبوب البخاري على هذا الحديث: باب من الكبائر ألا يستتر من بوله.

                                                                                                                                                                    قال الخطابي: "وما يعذبان في كبير" معناه: أنهما ليعذبان في أمر كان يكبر عليهما، أو يشق فعله لو أرادا أن يفعلاه، وهو التنزه من البول أو ترك النميمة. ولم يرد أن المعصية في هاتين الخصلتين ليست بكبيرة في حق الدين، وأن الذنب فيهما هين سهل.

                                                                                                                                                                    قال الحافظ المنذري: ولخوف توهم مثل هذا استدرك، فقال: "بلى إنه كبير" والله أعلم، انتهى.

                                                                                                                                                                    ولهذا الحديث شواهد منها حديث ابن عباس في الصحيحين وغيرهما، ورواه أحمد بن حنبل وابن ماجه من حديث أبي أمامة، ورواه ابن حبان في صحيحه من حديث أبي هريرة، ورواه الدارقطني في سننه من حديث أنس.

                                                                                                                                                                    التالي السابق


                                                                                                                                                                    الخدمات العلمية