[ 3595 ] وقال ثنا أبو يعلى الموصلي: عيسى بن سالم، ثنا عن وهب بن عبد الرحمن القرشي، عن أبيه، جعفر بن محمد، "أنه دخل المتوضأ فأصاب لقمة - أو قال: كسرة - في مجرى الغائط والبول، فأخذها فأماط عنها الأذى فغسلها غسلا نعما، ثم دفعها إلى غلامه فقال: يا غلام، ذكرني بها إذا توضأت. فلما توضأ قال للغلام: ناولني اللقمة - أو قال: الكسرة - فقال: يا مولاي، أكلتها. قال: اذهب فأنت حر لوجه الله. قال: فقال له الغلام: يا مولاي، لأي شيء أعتقتني؟! قال: لأني سمعت أمي الحسن بن علي بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم تذكر عن أبيها رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: من أخذ لقمة - أو قال: كسرة - من مجرى الغائط والبول فأخذها فأماط عنها الأذى وغسلها غسلا نعما ثم أكلها، لم تستقر في بطنه حتى يغفر له. فما كنت لأستخدم رجلا من أهل الجنة". فاطمة عن
قلت: قال أبو الفرج بن الجوزي في كتاب الموضوعات: هذا حديث موضوع والمتهم بوضعه وهب بن عبد الرحمن، وهو وهب بن وهب القاضي، وإنما دلسه عيسى بن سالم، وقد دلسه مرة أخرى فقال: عبد الوهاب عبد الرحمن المديني، وقد دلسه محمد بن السري العسقلاني فقال: وهب بن زمعة القرشي، وهو وهب بن وهب بن كثير بن عبد الله بن زمعة بن الأسود وهذا كله جهل من الرواة بما في ضمن ذلك من الخيانة على الإسلام؛ لأنه قد يبنى على الحديث حكم فيعمل به لحسن ظن الراوي بالمجهول، ثم انظر إلى من وضع هذا [ ص: 293 ] الحديث، فإن اللقمة إذا وقعت في مجرى البول وتداخلتها النجاسة فربت لا يتصور غسلها، وكأن الذي وضع هذا قصد أذى المسلمين والتلاعب بهم. انتهى.
(...) حديث إكرام الخبز عبد الله بن أم حرام - وكان ممن صلى القبلتين مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "أكرموا الخبز؛ فإن الله أنزل له من بركات السماء وسخر له من بركات الأرض، ومن يتبع ما يسقط من السفرة غفر له ".
رواه في مسنده بسند ضعيف، وقال: لا نعلم روى البزار ابن أم حرام إلا هذا. انتهى. وروى من حديث ابن ماجه قالت: عائشة أكرمي كريما؛ فإنها ما نفرت عن قوم فعادت إليهم ". عائشة، "دخل النبي صلى الله عليه وسلم البيت فرأى كسرة ملقاة فأخذها فمسحها ثم أكلها، وقال: يا