38 - باب في ذكر الكعبة وبنائها ووصفها ووضع الحجر.
[ 2528 ] عن خالد بن عرعرة قال: "لما قتل عثمان رضي الله عنه ذعرت ذعرا شديدا وكان سل السيف فينا عظيما، فخرجنا إلى السوق في بعض الحاجة فمررت بباب دار فإذا سلسلة معترضة مثبتة على الباب وإذا جماعة، فذهبت أدخل فمنعني رجل من القوم. قال القوم: دعه. فدخلت فإذا وسادة مثنية وإذا جماعة إذ جاء رجل عظيم البطن أصلع في حلة له فجلس فقال: سلوني ولا تسألوني إلا عما ينفع ويضر فقال رجل: يا أمير المؤمنين، ما الذاريات ذروا؟ قال: ويحك، ألم أقل لك لا تسألني إلا عما ينفع ويضر؟! تلك الرياح. قال: فما الحاملات وقرا؟ قال: ويحك ألم أقل لك لا تسألني إلا عما ينفع ويضر، هي السحاب. قال: فما الجاريات يسرا؟ قال: ويحك، ألم أقل لك لا تسألني إلا عما ينفع ويضر؟! تلك السفن. قال: فما المقسمات أمرا؟ قال: ويحك، ألم أقل لك لا تسألني إلا عما ينفع ويضر؟! تلك الملائكة. قال له رجل: يا أمير المؤمنين، أخبرني عن هذا البيت، هو أول بيت وضع للناس؟ قال: كانت البيوت قبله وقد كان نوح - عليه السلام - [ ص: 192 ] يسكن البيوت، ولكنه أول بيت وضع للناس مباركا وهدى للعالمين. قال: فأخبرني عن بنائه. قال: أوحى الله - تعالى - إلى إبراهيم - عليه الصلاة والسلام - أن ابن لي بيتا. قال: فضيق إبراهيم - عليه الصلاة والسلام - ذرعا، فأرسل الله - عز وجل - ريحا يقال لها: السكينة، ويقال لها: الخجوج، لها عينان ورأس، وأوحى الله - عز وجل - لإبراهيم - عليه الصلاة والسلام - أن يسير إذا سارت ويقيل إذا قالت، فسارت حتى انتهت إلى موضع البيت، فتطوقت عليه مثل الجحفة وهي بإزاء البيت المعمور يدخله كل يوم سبعون ألف ملك لا يعودون فيه إلى يوم القيامة، فجعل إبراهيم وإسماعيل - عليهما السلام - يبنيان كل يوم مساقا، فإذا اشتد عليهما الحر استظلا في ظل الجبل، فلما بلغا موضع الحجر قال إبراهيم لإسماعيل - عليهما السلام - : ائتني بحجر أضعه يكون علما للناس. فاستقبل إسماعيل الوادي وجاءه بحجر، فاستصغره إبراهيم ورمى به، وقال: جئني بغيره. فذهب إسماعيل وهبط جبريل على إبراهيم - عليهما السلام - بالحجر الأسود، فجاء إسماعيل فقال له إبراهيم - عليه السلام - : قد جاءني من لم يكلني فيه إلى حجرك. قال: فبنى البيت، وجعل يطوفون حوله ويصلون حتى ماتوا وانقرضوا، فتهدم البيت فبنته العمالقة، فكانوا يطوفون به حتى ماتوا وانقرضوا، فتهدم البيت فبنته قريش، فلما بلغوا موضع الحجر اختلفوا في وضعه، فقالوا: أول من يطلع من الباب. فطلع النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: قد طلع الأمين. فبسط ثوبا ووضع الحجر وسطه، وأمر بطون قريش فأخذ كل بطن منهم بناحية من الثوب، ووضعه بيده صلى الله عليه وسلم".
رواه ، ورواه الحارث ، أبو داود الطيالسي وإسحاق بن راهويه، في الكبرى. والبيهقي
وتقدم لفظهم في أول كتاب المساجد، ورواه من حديث البيهقي ابن عباس . [ ص: 193 ] وابن عمر