[ 218 / 1 ] وقال ثنا الحارث بن محمد بن أبي أسامة: داود بن المحبر، ثنا بن أخت بكر بن عبد الله عن عبد العزيز بن أبي رواد، عطية بن عطية، عن إبراهيم بن إسماعيل، عن قال: عمرو بن شعيب قال بعض القوم: يا سعيد بن المسيب، إن رجالا يقولون: قدر الله كل شيء ما خلا الشر. قال: فوالله ما رأيت أبا محمد، سعيدا غضب غضبا قط مثل غضبه يومئذ حتى هم بالقيام، ثم قال: فعلوها! ويحهم لو يعلمون، أما والله لقد سمعت فيهم حديثا كفاهم به شرا. قال: قلت: وما ذاك يرحمك الله يا قال: فنظر إلي وقد سكن غضبه عنه، قال: حدثني أبا محمد؟ رافع ابن خديج سمعته يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: في أمتي أقوام يكفرون بالله وبالقدر وهم لا يشعرون، كما كفرت اليهود والنصارى. قال: قلت: جعلت فداك يا رسول الله، يقولون ماذا؟ قال: يؤمنون ببعض القدر، ويكفرون ببعض القدر.
قلت: جعلت فداك يا رسول الله، يقولون كيف؟ قال: يقولون: الخير من الله والشر من إبليس. قال: وهم يقرؤون على ذلك كتاب الله ويكفرون بالله وبالقرآن بعد الإيمان والمعرفة، فماذا تلقى أمتي منهم من العداوة والبغضاء والجدال، أولئك زنادقة هذه الأمة وفي زمانهم يكون ظلم السلطان، فيا له من ظلم وحيف وأثرة، فيبعث الله طاعونا فيفني عامتهم ثم يكون المسخ والخسف، وقليل من ينجو منه، المؤمن يومئذ قليل فرحه، شديد غمه، ثم يكون المسخ، يمسخ الله عامة أولئك قردة وخنازير، ثم بكى رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بكينا لبكائه، فقيل: ما هذا البكاء يا رسول الله؟ قال: رحمة لهم الأشقياء؛ لأن فيهم المجتهد وفيهم المتعبد مع أنهم ليسوا بأول من سبق إلى هذا القول وضاق به ذرعا، إن عامة من هلك من بني إسرائيل به هلك.
وقيل: يا رسول الله: ما الإيمان بالقدر؟ قال: أن تؤمنوا بالله وحده وتعلموا أنه لا يملك معه أحد ضرا ولا نفعا، وتؤمنوا بالجنة والنار وتعلموا أن الله خلقهما قبل خلق الخلق، ثم خلق خلقه فجعل من شاء منهم للجنة ومن شاء منهم للنار" "إني لقاعد عند . [ ص: 180 ]
[ 218 / 2 ] رواه ثنا أبو يعلى الموصلي: ثنا أحمد الدورقي، المقرئ، ثنا حدثني ابن لهيعة، قال: "كنت عند عمرو بن شعيب إذ جاءه رجل فقال: يا سعيد بن المسيب إن ناسا يقولون: قدر الله كل شيء ما خلا الأعمال، فغضب غضبا لم أره غضب مثله قط، حتى هم بالقيام، ثم قال: فعلوها! ويحهم لو يعلمون، أما إني قد سمعت فيهم حديثا كفاهم به شرا، قال: وما ذاك يا أبا محمد، رحمك الله؟ قال: حدثني أبا محمد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: سيكون في أمتي أقوام يكفرون بالله وبالقرآن وهم لا يشعرون، قال: قلت: يا رسول الله، قال: يقرون ببعض القدر ويكفرون ببعض. قال: قلت: يقولون ماذا يا رسول الله؟ قال: يقولون الخير من الله والشر من إبليس، ثم يقرؤون على ذلك كتاب الله فيكفرون بالله وبالقرآن بعد الإيمان والمعرفة، فما تلقى أمتي منهم من العداوة والبغضاء، ثم يكون المسخ، فيمسخ الله أولئك عامة قردة وخنازير، ثم يكون الخسف، فقل من ينجو منه، المؤمن يومئذ قليل فرحه، شديد غمه ... " رافع بن خديج، فذكره إلا أنه قال: . قلت: حديث "فجعل من شاء منهم للجنة ومن شاء منهم للنار عدلا ذلك منه، فكل يعمل لما قد فرغ له منه صائرا إلى ما خلق له، فقلت: صدق الله ورسوله " ضعيف؛ لضعف رافع بن خديج داود بن المحبر وابن لهيعة.