77 - أخبرنا قال: حدثنا أبو سعيد بن أبي عمرو قال: أخبرنا أبو العباس قال: أخبرنا الربيع قال: أخبرنا الشافعي بإسناد عن ابن عيينة طاوس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا يمسكن الناس علي بشيء؛ فإني لا أحل لهم إلا ما أحل الله لهم، ولا أحرم عليهم إلا ما حرم الله".
78 - قال هذا منقطع الشافعي: وفرض الله ذلك في كتابه على خلقه، وما في أيدي الناس من هذا إلا ما تمسكوا به عن الله ثم عن رسوله صلى الله عليه وسلم ثم عن دلالته، ولكن قوله إن كان قاله: "لا يمسكن الناس علي بشيء" يدل على أن رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ كان بموضع القدوة فقد كانت له خواص أبيح له فيها ما لم يبح للناس، وحرم عليه فيها ما لم يحرم على الناس. فقال: "لا يمسكن الناس علي بشيء من الذي لي أو علي دونهم" [ ص: 120 ] . وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم باتباع ما أمر به واجتناب ما نهى عنه،
79 - قال وأما قوله: "فإني لا أحل لهم إلا ما أحل الله ولا أحرم إلا ما حرم الله"، فكذلك صنع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبذلك أمر وافترض عليه أن يتبع ما أوحي إليه، ونشهد أن قد اتبعه، فما لم يكن فيه وحي الشافعي: قال الله تبارك وتعالى: ( فقد فرض الله في الوحي اتباع سنته فيه، فمن قبل عنه فإنما قبل بفرض الله، وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا ) وبسط الكلام في بيان ذلك.