5111 - أخبرنا أبو زكريا، وأبو بكر، وأبو سعيد، وعبد الرحمن بن محمد السراج، قالوا: حدثنا أبو العباس، قال قال: أخبرنا الشافعي عن إبراهيم بن محمد، عبد الله بن طلحة بن كريز، عن عن الحسن، أو عبد الله بن مغفل معقل، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : [ ص: 407 ] "إذا أدركتكم الصلاة، وأنتم بأمراح الغنم فصلوا فيها، فإنها سكينة، وبركة، وإذا أدركتكم الصلاة وأنتم في أعطان الإبل فاخرجوا منها، فصلوا، فإنها جن، من جن خلقت، ألا ترونها إذا نفرت كيف تشمخ بأنفها".
5112 - قال هذا الشك أظنه من جهة أحمد: الربيع وهو ابن مغفل، بالغين والفاء، بلا شك.
5113 - ورواه وغيره، عن يونس بن عبيد، عن الحسن، مختصرا. عبد الله بن مغفل المزني
5114 - قال في رواية الشافعي وبهذا نأخذ. أبي سعيد:
5115 - ثم ساق الكلام في ذكر معناه، إلى أن قال: فالمراح: ما طابت تربته، واستعلت أرضه، واستندى من مهب الشمال موضعه.
5116 - والعطن: قرب البئر التي تستقي بها، يكون البئر في موضع، والحوض قريبا منها، فيصيب فيه، فيملأ، فتسقى الإبل، ثم تنحى عن البئر شيئا، حتى تجد الواردة موضعا، فذلك العطن، ليس أن العطن مراح الإبل، الذي تبيت فيه بعينه، ولا المراح مراح الغنم الذي تبيت فيه دون ما قاربه.
5117 - وفي وقول النبي صلى الله عليه وسلم: دليل على أنه إنما نهى عنها، كما قال حين نام عن الصلاة: "لا تصلوا في أعطان الإبل، فإنها جن، من جن خلقت"، "اخرجوا بنا من هذا الوادي، فإنه واد به شيطان"، فكره أن يصلي قرب شيطان، وكذلك كره أن يصلي، قرب الإبل؛ لأنها خلقت من جن، لا لنجاسة موضعها .
[ ص: 408 ] 5118 - وقال في الغنم: "هي من دواب الجنة"، فأمر أن يصلى في مراحها.
5119 - يعني والله أعلم: في الموضع الذي يقع عليه اسم مراحها الذي لا بعر ولا بول فيه.
5120 - ثم ساق الكلام إلى أن قال: "وأكره له الصلاة في أعطان الإبل"، وإن لم يكن فيها قذر، لنهي النبي صلى الله عليه وسلم.
5121 - فإن صلى أجزأه، لأن النبي صلى الله عليه وسلم صلى، فمر به شيطان، فخنقه، حتى وجد برد لسانه على يده، ولم يفسد ذلك صلاته.
5122 - وفي هذا دليل على أن نهيه أن يصلى في أعطان الإبل، لأنها جن كقوله: "اخرجوا بنا من هذا الوادي، فإنه واد به شيطان" اختيار.
5123 - ثم ساق الكلام إلى أن قال: مع أن الإبل نفسها، إنما تعمد في البروك إلى أدقع مكان تجده، وأوسخه، وليس ما كان هذا من مواضع الاختيار في النظافة للمصليات.
5124 - قال هذا الإسناد في الإملاء. الشافعي:
5125 - وقد يذهب الناس إلى الإبل يستترون بها قضاء لحاجتهم من الغائط، ويستر البعير من دنا منه، وليس ذلك في الشاة، وقد فعلمنا أنه إنما أراد منها ما لا نجاسة فيه . قال النبي صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا، وطهورا"،
[ ص: 409 ] 5126 - قال أحمد: أما حديث الوادي، فقد مضى في مسألة قضاء الفائتة.
5127 - وكذلك حديث وغيره في خنق الشيطان. أبي هريرة،
5128 - وأما قوله في الغنم: "هي من دواب الجنة"، فقد روينا عن الوليد بن رباح، عن وأبي زرعة، عن النبي صلى الله عليه وسلم. أبي هريرة
5129 - ورواه حمد بن مالك، عن من قوله موقوفا، وروي عنه مرفوعا، والموقوف أصح. أبي هريرة،