ذكر اختلاف أهل العلم
في التعجيل بصلاة العصر وتأخيرها
اختلف أهل العلم في تعجيل العصر وتأخيرها، فقالت طائفة: تعجيلها أفضل، كتب أن وقت العصر والشمس بيضاء نقية، بقدر ما يسير الراكب فرسخين أو ثلاثة. وقال عمر بن الخطاب : صلى جابر بن عبد الله العصر ثم جاءنا ونحن في دور بني سلمة وعندنا جزور، وقد تشركنا عليها فنحرناها وجزأناها وصنعنا له فأكل قبل أن تغرب الشمس. وقال أبو بكر نافع : كان يصلي العصر والشمس بيضاء لم تتغير، من أسرع السير سار قبل الليل خمسة أميال. ابن عمر
1011 - حدثنا ، قال: نا علي بن عبد العزيز حجاج، قال: نا حماد، عن أيوب، عن نافع ، عن أسلم، قال: كتب : عمر بن الخطاب "أن وقت العصر والشمس بيضاء نقية، بقدر ما يسير الراكب فرسخين أو ثلاثة".
1012 - وحدثونا عن محمد بن يحيى ، قال: نا قال: نا أحمد بن خالد الوهبي، محمد بن إسحاق ، عن ، عن وهب بن كيسان ، قال: جابر بن عبد الله [ ص: 59 ] "لقد صلى أبو بكر العصر بالناس، ثم جاءنا ونحن في دور بني سلمة وعندنا جزور وقد تشركنا عليها فنحرناها وتجزأناها وصنعنا له فأكل قبل أن تغيب الشمس".
1013 - حدثنا ، قال: نا علي بن عبد العزيز القعنبي، عن عن مالك، عن ابن شهاب، ، أنس بن مالك "أنه كان يصلي العصر، ثم يذهب الذاهب إلى قباء فيأتيهم، والشمس مرتفعة".
1014 - حدثنا عن إسحاق، ، عن عبد الرزاق ، قال: " قلت ابن جريج لنافع : يصلي العصر؟ ابن عمر قال: والشمس بيضاء لم تتغير، من أسرع السير سار قبل الليل خمسة أميال ". متى كان
قال وهذا مذهب أهل أبو بكر: المدينة ، وبه قال ، الأوزاعي ، والشافعي وأحمد، وإسحاق ، والأخبار الثابتة دالة على صحة هذا القول.
1015 - حدثنا عن إسحاق، ، عن عبد الرزاق ، عن ابن جريج عن ابن شهاب، عروة ، عن ، عائشة "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي العصر والشمس في حجرتها قبل أن يظهر ولم يظهر الفيء من حجرتها".
1016 - حدثنا محمد بن عبد الله، قال: نا قال: حدثني ابن أبي فديك، ، عن ابن أبي ذئب عن ابن شهاب، ، أنه قال: [ ص: 60 ] أنس بن مالك "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي العصر والشمس [بيضاء] حية ثم يذهب الذاهب إلى العوالي فيأتهم والشمس مرتفعة".
قال أبو بكر: وقد ذكرت سائر الأخبار الدالة على صحة هذا القول في الكتاب الذي اختصرت منه هذا الكتاب.
ورأت طائفة أفضل، روينا عن تأخير العصر أبي هريرة أنهما كانا يؤخران العصر. وابن مسعود
1017 - حدثنا إسحاق بن إبراهيم ، عن ، عن عبد الرزاق ، عن الثوري أبي إسحاق ، عن عبد الرحمن بن يزيد ، أن ، "كان ابن مسعود يؤخر العصر".
1018 - حدثونا عن قال: أنا يحيى بن يحيى، أبو معاوية ، عن أبي المنبه السعدي، عن سوار بن شبيب ، عن ، "أنه كان أبي هريرة يؤخر العصر".
وروي ذلك عن طاوس، وأبي قلابة وحكي عن وابن سيرين أبي قلابة ، أنه قال: إنما سميت العصر لتعصر، وكذلك قال وروينا عن ابن شبرمة، إبراهيم، وهمام، وعلقمة أنهم كانوا يؤخرون العصر، وقال أصحاب الرأي: يصلى العصر في آخر وقتها والشمس بيضاء لم تغير في الشتاء والصيف. وقال : سفيان الثوري إذا كان ظلك مثلك إلى [ ص: 61 ] أن يكون ظلك مثليك وإن صلى ما لم تغير الشمس أجزته. أول وقت العصر
قال وقد احتج بعض من يرى أن أبو بكر: أفضل بالأخبار التي ذكرناها، وبأن ذلك عن تعجيل العصر أبي بكر وعمر، واحتج بأن الله خصها من بين الصلوات فأمر بالمحافظة عليها فقال ( حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين ) وقد دلت الأخبار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنها العصر، ومما يدل على التغليظ على مؤخر العصر [وتعظيم أمر] صلاة العصر قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ، وقوله: "[الذي] تفوته العصر فكأنما وتر أهله وماله" "عجلوا بالعصر في يوم الغيم فإنه من ترك العصر حبط عمله".
1019 - حدثنا إسحاق بن إبراهيم ، ومحمد بن علي، عن ، عن عبد الرزاق ، عن معمر ، عن الزهري سالم، عن ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ابن عمر "الذي تفوته العصر فكأنما وتر أهله وماله".
1020 - حدثنا ، قال: نا عبد الله بن أحمد خلاد، قال: نا ، عن الثوري ، عن الأوزاعي ، عن يحيى بن أبي كثير أبي المهاجر، عن بريدة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "عجلوا بصلاة العصر يوم الغيم فإنه من ترك صلاة العصر حبط عمله". [ ص: 62 ]
قال وقد أبو بكر: فقالت طائفة: صلاة الوسطى صلاة العصر، روي هذا القول عن اختلف أهل العلم في الصلاة الوسطى ، علي بن أبي طالب ، وأبي هريرة وأبي أيوب الأنصاري ، ، وزيد بن ثابت ، وأبي سعيد الخدري ، وابن عمر ، وابن عباس وعبيدة السلماني، والحسن البصري، والضحاك بن مزاحم.
وفيه قول ثان: وهو أن الصلاة الوسطى صلاة الظهر، روي هذا القول عن ، ابن عمر ، وعائشة وعبد الله بن شداد.
وفيه قول ثالث: وهو أنها الصبح، وروينا ذلك عن ، ابن عمر ، وابن عباس وعكرمة، وطاوس، وعبد الله بن شداد، وعطاء، ومجاهد.
ودلت الأخبار الثابتة على أن صلاة الوسطى صلاة العصر.
1021 - حدثنا عن إسحاق، ، عن عبد الرزاق ، عن الثوري ، عن الأعمش أبي الضحى، عن شتير بن شكل العبسي، قال: سمعت عليا يقول: لما كان يوم الأحزاب صلينا العصر بين المغرب والعشاء، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: [ ص: 63 ] "شغلونا عن الصلاة الوسطى صلاة العصر ملأ الله قبورهم وأجوافهم نارا".
1022 - حدثنا قال: نا علي بن عبد العزيز حجاج قال: نا محمد بن طلحة عن زبيد عن مرة، عن عبد الله قال: حبس المشركون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صلاة العصر حتى اصفرت الشمس أو احمرت فقال: "ما لهم ملأ الله قبورهم وبيوتهم نارا - أو حشا الله قبورهم وبيوتهم نارا - كما شغلونا عن صلاة الوسطى".
قال ويقال: إنها إنما أبو بكر: سميت وسطى لأنها بين صلاتين في الليل وصلاتين في النهار.