ذكر خبر دل على مثل هذا المعنى وعلى أن للغني والفقير في الفيء حقا
قال : في حديث أبو بكر عبد العزيز بن صهيب، عن : أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم أتي بمال من البحرين فقال: "انثروه في المسجد" قال: وكان أكثر ما أتي به رسول الله صلى الله عليه وسلم، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يلتفت إليه فلما قضى الصلاة جاء فجلس إليه فما كان يرى أحدا إلا أعطاه إذ جاءه العباس، فقال: يا رسول الله، أعطني فإني فاديت نفسي وفاديت عقيلا، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خذ" فحثى في ثوبه، ثم ذهب يقله فلم يستطع، فقال: يا رسول الله، مر بعضهم يرفعه علي ، قال: "لا". قال: فارفعه أنت علي . قال: "لا". قال: فنثر منه ثم ذهب ليقله، فلم يستطع، فقال: يا رسول الله: مر بعضهم يرفعه علي . قال: "لا". قال فارفعه أنت علي : قال: "لا". فنثر منه، ثم احتمله، فألقاه على كاهله، وانطلق، فما زال رسول الله صلى الله عليه وسلم يتبعه بصره حتى خفي عليه عجبا من حرصه عليه، فما قام رسول الله صلى الله عليه وسلم، وثم منه درهم . [ ص: 437 ]
6369 - كتب إلي بعض إخواننا يذكر، أن أحمد بن حفص حدثهم، قال: حدثنا أبي قال: حدثنا ، عن إبراهيم بن طهمان عن عبد العزيز بن صهيب، أنس .
قال : فدل هذا الحديث مع حديث أبو بكر جابر الذي ذكرناه قبل على أن وذلك أنه وعد للإمام أن يعطي الغني من مال الفيء، ويفضل بعضا على بعض، جابرا أن يعطيه هكذا وهكذا وهكذا، وأعطى العباس ما هو مذكور في الحديث، وذلك غير معلوم، ولا هو بوزن يوقف عليه، والعباس من الأغنياء .
وقال إسحاق بن منصور : قلت في قول لأحمد بن حنبل عمر : ما على وجه الأرض مسلم إلا له في هذا الفيء حق إلا ما ملكت أيمانكم قال: يقول: قال الفيء للغني، والفقير إلا العبيد. كما قال . إسحاق