وأخبرنا أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران ببغداد قال: أخبرنا أبو جعفر محمد بن عمرو الرزاز، قال: حدثنا محمد بن عبيد الله، هو ابن يزيد المنادي، قال: حدثنا إسحاق بن يوسف يعني الأزرق، قال: حدثنا القاسم بن عثمان البصري، عن أنس بن مالك قال: خرج عمر متقلدا السيف، فلقيه رجل من بني زهرة، فقال له: أين تعمد يا عمر؟ فقال: أريد أن أقتل محمدا قال: وكيف تأمن من بني هاشم، وبني زهرة، وقد قتلت محمدا؟ قال: فقال له عمر: ما أراك إلا قد صبوت وتركت دينك الذي أنت عليه قال: أفلا أدلك على العجب، إن ختنك وأختك قد صبوا وتركا دينك الذي أنت عليه قال: فمشى عمر ذامرا حتى أتاهما، وعندهما رجل من المهاجرين يقال له خباب قال: فلما سمع خباب بحس عمر توارى في البيت، فدخل عليهما، فقال: ما هذه الهينمة التي سمعتها عندكم؟ قال: وكانوا يقرؤون: طه فقالا: ما عدا حديثا تحدثناه بيننا.
قال: فلعلكما قد صبوتما، فقال له ختنه: يا عمر إن كان الحق في غير دينك؟ قال: فوثب عمر على ختنه، فوطئه وطئا شديدا.
قال: فجاءت أخته لتدفعه عن زوجها، فنفحها نفحة بيده، فدمي وجهها، فقالت وهي غضبى: وإن كان الحق في غير دينك، إني أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا رسول الله.
فقال عمر: أعطوني الكتاب الذي هو عندكم فأقرأه قال: وكان عمر [ ص: 220 ] يقرأ الكتب، فقالت أخته: إنك رجس، وإنه لا يمسه إلا المطهرون، فقم فاغتسل أو توضأ.
قال: فقام عمر فتوضأ، ثم أخذ الكتاب فقرأ طه حتى انتهى إلى إنني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني وأقم الصلاة لذكري قال: فقال عمر: دلوني على محمد، فلما سمع خباب قول عمر خرج من البيت، فقال: أبشر يا عمر، فإني أرجو أن تكون دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة الخميس: وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم في الدار التي في أصل الصفا. "اللهم أعز الإسلام بعمر بن الخطاب، أو بعمرو بن هشام"
قال: فانطلق عمر حتى أتى الدار، وعلى باب الدار حمزة وطلحة، وناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما رأى حمزة وجل القوم من عمر فقال حمزة: هذا عمر إن يرد الله بعمر خيرا يسلم فيتبع النبي صلى الله عليه وسلم، وإن يرد غير ذلك يكن قتله علينا هينا.
قال: والنبي صلى الله عليه وسلم داخل يوحى إليه قال: فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أتى عمر، فأخذ بمجامع ثوبه وحمائل السيف، فقال: ما أنت بمنته يا عمر حتى ينزل الله عز وجل بك من الخزي والنكال ما أنزل بالوليد بن المغيرة، فهذا "اللهم أعز الإسلام أو الدين بعمر بن الخطاب" فقال عمر: أشهد أن لا إله إلا الله، وأنك عبده ورسوله، وأسلم وقال: اخرج يا رسول الله عمر بن الخطاب: وقد رواه في المغازي، وقال في الحديث: محمد بن إسحاق بن يسار إن الساعة آتية أكاد أخفيها لتجزى كل نفس بما تسعى ، [ ص: 221 ] إلى قوله فتردى وقرأ: إذا الشمس كورت حتى بلغ علمت نفس ما أحضرت فأسلم عند ذلك أخبرنا وكان عمر يقرأ الكتب، فقرأ طه حتى إذا بلغ أبو عبد الله الحافظ، قال: حدثنا أبو العباس، قال: حدثنا قال: حدثنا أحمد بن عبد الجبار، يونس، عن فذكره، وقال فيه: وزوج أخته ابن إسحاق، سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل.