أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ، قال: أنبأنا أبو النضر الفقيه، قال: حدثنا محمد بن نصر الإمام، قال: حدثنا قال: حدثنا شيبان بن فروخ، همام، قال: حدثنا عن عطاء بن أبي رباح، صفوان بن يعلى بن أمية، عن أبيه، قال: " بالجعرانة وعليه جبة وعليها خلوق، أو قال: أثر صفرة، فقال: كيف تأمرني أصنع في عمرتي؟ قال: وأنزل على النبي صلى الله عليه وسلم الوحي فستر بثوب، وكان يعلى يقول: وددت أني أرى النبي صلى الله عليه وسلم وقد أنزل عليه الوحي، قال: فرفع عمر طرف الثوب عنه، فنظرت إليه فإذا له غطيط، قال: وأحسبه كغطيط البكر، فلما سري عنه قال: " أين السائل عن [ ص: 205 ] العمرة؟ اغسل عنك الصفرة، أو قال: أثر الخلوق، واخلع عنك جبتك، واصنع في عمرتك ما أنت صانع في حجك ". جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وهو
قال: رواه وأتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل قد عض رجلا فانتزع يده فسقطت ثنيتا الذي عضه، قال: فأبطلها النبي صلى الله عليه وسلم، وقال: "أردت أن تقضمه كما يقضم الفحل" مسلم في الصحيح، عن شيبان بن فروخ.
ورواه البخاري، عن وغيره، عن أبي نعيم هشام، وأخرجا حديث العض من أوجه أخر عن عطاء، وقصة العض كانت في غزوة تبوك.
وقرأت في كتاب الواقدي، عن إبراهيم بن محمد بن شرحبيل، عن أبيه، قال: كان النضير بن الحارث من أحلم الناس، فكان يقول: " الحمد لله الذي أكرمنا بالإسلام، ومن علينا بمحمد صلى الله عليه وسلم، ولم نمت على ما مات عليه الآباء وقتل عليه الإخوة وبنو العم، ثم ذكر عداوته للنبي صلى الله عليه وسلم، وأنه خرج مع قومه من قريش إلى حنين، وهم على دينهم بعد، قال: ونحن نريد إن كانت دبرة [ ص: 206 ] على محمد أن نغير عليه، فلم يمكنا ذلك، فلما صار بالجعرانة فوالله إني لعلى ما أنا عليه إن شعرت إلا برسول الله صلى الله عليه وسلم تلقاني، فقال: "النضير" ، فقلت: لبيك، قال: "هذا خير مما أردت يوم حنين مما حال الله بينك وبينه" ، قال: فأقبلت إليه سريعا، فقال: "قد آن لك أن تبصر ما أنت فيه توضع" ، قلت: قد أرى أنه لو كان مع الله غيره لقد أغنى شيئا، وإني أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اللهم زده ثباتا" ، قال النضير: فوالذي بعثه بالحق لكأن قلبي حجر ثباتا في الدين وبصيرة بالحق، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الحمد لله الذي هداك".