أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، قال: أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن الحسين بن أحمد الأسدي، بهمدان، قال: حدثنا إبراهيم بن الحسين، قال: حدثنا قال: حدثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي، الحجاج بن ذي الرقيبة بن عبد الرحمن بن كعب بن زهير بن أبي سلمى المزني، عن أبيه، عن جده، قال: " خرج كعب وبجير أبناء زهير حتى أتيا أبرق العراف، فقال بجير لكعب: اثبت، في عجل هذا المكان حتى آتي هذا الرجل، يعني رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأسمع ما يقول، فثبت كعب وخرج بجير، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فعرض عليه الإسلام فأسلم، فبلغ ذلك كعبا، فقال:
ألا أبلغا عني بجيرا رسالة على أي شيء غير ذلك دلكا [ ص: 208 ] على خلق لم ألف أما ولا أبا
عليه ولم تدرك عليه أخا لكا سقاك بكأس روية أبو بكر
وأنهلك المأمون منها وعلكا
ثم كتب إليه بعد ذاك: اعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يأتيه أحد يشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله إلا قبل ذلك منه، وأسقط ما كان قبل ذلك، فإذا جاءك كتابي هذا فأسلم، وأقبل.
فأسلم كعب وقال القصيدة التي يمدح فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم أقبل حتى أناخ راحلته بباب مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم دخل المسجد ورسول الله صلى الله عليه وسلم مع أصحابه مكان المائدة من القوم، والقوم متحلقون معه حلقة دون حلقة، يلتفت إلى هؤلاء مرة فيحدثهم، وإلى هؤلاء مرة فيحدثهم، قال كعب: فأنخت راحلتي بباب المسجد، ثم دخلت المسجد، فعرفت رسول الله صلى الله عليه وسلم بالصفة، فتخطيت حتى جلست إليه، فأسلمت، فقلت: أشهد أن لا إله إلا الله، وأنك رسول الله، الأمان يا رسول الله، قال: "ومن أنت؟" قلت: أنا كعب بن زهير، قال: "الذي يقول" ، ثم التفت إلى أبي بكر، فقال: "كيف يا أبا بكر" ، فأنشده أبو بكر:
[ ص: 209 ]
سقاك بكأس روية وأنهلك المأمون منها وعلكا أبو بكر
سقاك بكأس روية وأنهلك المأمور منها وعلكا أبو بكر
بانت سعاد فقلبي اليوم متبول متيم عندها لم يفد معلول
تسعى الغواة بدفيها وقيلهم بأنك يا ابن أبي سلمى لمقتول
خلوا طريق يديها لا أبا لكم فكل ما قدر الرحمن مفعول
كل ابن أنثى وإن طالت سلامته يوما على آلة حدباء محمول
نبئت أن رسول الله أوعدني والعفو عند رسول الله مأمول
مهلا رسول الذي أعطاك نافلة الفرقان فيه مواعيظ وتفصيل
لا تأخذني بأقوال الوشاة ولم أجرم ولو كثرت عني الأقاويل
إن الرسول لنور يستضاء به وصارم من سيوف الله مسلول
في فتية من قريش قال قائلهم ببطن مكة لما أسلموا: زولوا
زالوا فما زال أنكاس ولا كشف عند اللقاء ولا حيل معازيل
قال: وحدثنا قال: حدثنا إبراهيم بن المنذر، محمد بن فليح، عن قال: "أنشد النبي صلى الله عليه وسلم موسى بن عقبة، كعب بن زهير" بانت سعاد" في مسجده بالمدينة، فلما بلغ قوله:
إن الرسول لسيف يستضاء به مهند من سيوف الله مسلول
في فتية من قريش قال قائلهم ببطن مكة لما أسلموا: زولوا "