الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
معلومات الكتاب

البحر الزخار المعروف بمسند البزار 10 - 18

البزار - أبو بكر أحمد بن عمرو بن عبد الخالق العتكي البزار

صفحة جزء
[ تابع : عمر بن عبد الله بن عروة ، عن عروة ] .

93 \ 70 [ حدثنا عمر بن الخطاب السجستاني ، ثنا سعيد بن أبي مريم ، أبنا يحيى بن أيوب ، ثنا يزيد بن الهاد ، حدثني عمر بن عبد الله بن عروة ، عن عروة بن الزبير ، عن عائشة :

أن النبي صلى الله عليه وسلم لما قدم المدينة خرجت زينب ابنته من مكة مع كنانة - أو : ابن كنانة - فخرجوا في إثرها فأدركها هبار بن الأسود ، فلم يزل يطعن بعيرها برمحه حتى صرعها وألقت ما في بطنها ، وأهريقت دما ، وحملت ، فاشتجر فيها بنو هاشم ] وبنو أمية ، فقالت بنو أمية : نحن أحق بها ، وكانت تحت ابن عمهم أبي العاص فكانت عند هند بنت عتبة بن ربيعة ، وكانت تقول [ ص: 133 ] لها هند : هذا في سبب أبيك . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لزيد بن حارثة : ألا تنطلق فتجيء بزينب ؟ قال : بلى يا رسول الله . قال : فخذ خاتمي فأعطها إياه . فانطلق زيد فلم يزل يتلطف حتى لقي راعي فقال : لمن ترعى ؟ قال : لأبي العاص . قال : لمن هذه الغنم ؟ قال : لزينب بنت محمد فسار معه شيئا ، ثم قال : هل لك أن أعطيك شيئا تعطيها إياه ولا تذكره لأحد ؟ قال : نعم - فأعطاه الخاتم .

فانطلق الراعي فأدخل غنمه فأعطاها الخاتم فعرفته . فقالت : من أعطاك هذا ؟ قال : رجل ، قالت : وأين تركته ؟ . قال : بمكان كذا وكذا .

فسكنت حتى إذا كان الليل خرجت إليه ، فلما جاءته قال لها زيد : اركبي بين يديه على بعيره . قالت : لا ، ولكن اركب أنت بين يدي ، فركب وركبت وراءه حتى أتت . فكان رسول الله ، يقول :

[ ص: 134 ] هي أفضل بناتي أصيبت في .

فبلغ ذلك علي بن حسين فانطلق إلى عروة فقال : ما حديث بلغني عنك تحدثه تنقص فيه حق فاطمة ؟ قال عروة : والله ما أحب أن لي ما بين المشرق والمغرب ، وأني أنتقص فاطمة حقا هو لها ، وأما بعد فلك ألا أحدث به أبدا
.

وهذا الحديث لا نعلم رواه عن عروة بهذا اللفظ إلا عمر بن عبد الله .

التالي السابق


الخدمات العلمية