[ ص: 379 ] مسند سمرة بن جندب رضي الله عنه
[ ص: 380 ] [ ص: 381 ] سمرة بن جندب - رضي الله عنه
4513 - أخبرنا أبو الحسن محمد بن أيوب بن حبيب بن يحيى الرقي الصموت ، قال : نا ، قال : نا أبو بكر أحمد بن عمرو بن عبد الخالق البزار ، قال : نا محمد بن المثنى ، عن محمد بن أبي عدي ، عن عوف ، عن أبي رجاء العطاردي . ووجدت في كتابي : نا سمرة بن جندب ، قال : نا عبد الله بن المصباح ، عن المعتمر بن سليمان ، عن عوف ، عن أبي رجاء ، واللفظ لفظ سمرة ، قال : ابن أبي عدي في حديثه : " أتاني الليلة آتيان ، فقالا لي : انطلق وإني انطلقت معهما ، فأتيا على رجل مضطجع ، وإذا آخر قائم عليه بصخرة ، وإذا هو يهوي بالصخرة لرأسه ، فيثلغ بها رأسه فيذهب الحجر هكذا فيتبع الحجر ، فيأخذه فما يرجع إليه حتى يصح رأسه كما كان ، ثم يعود عليه فيفعل به كما فعل المرة الأولى ، قال : قلت : سبحان الله ما هذا ؟ قال : قالا لي : انطلق انطلق ، قال : فانطلقت معهما فأتينا على رجل مستلقيا لقفاه وإذا آخر قائم عليه بكلوب من حديد وإذ هو يأتي أحد شقي وجهه فيشرشر شدقه إلى قفاه ومنخره إلى قفاه ، وعينه إلى قفاه ، ثم يتحول إلى الجانب الآخر فيفعل به كما فعل بالجانب الأول فما يفرغ من ذلك الجانب حتى [ ص: 382 ] يصح الأول كما كان ، ثم يعود فيفعل به كما فعل المرة الأولى ، قال : قلت : يا سبحان الله ! ما هذا ؟ قالا : انطلق انطلق ، فانطلقت فأتينا على مثل بناء التنور ، قال المعتمر عوف : وأحسب أنه قال : فيه لغط وأصوات رجال ونساء ، وإذا هم يأتيهم لهب أسفل منهم ، فإذا أتاهم ذلك اللهب ضوضوا ، قال : قلت : ما هؤلاء ؟ قالا لي : انطلق انطلق ، قال : فانطلقنا فأتينا على نهر - حسبت أنه قال - أحمر مثل الدم ، وإذا في النهر رجل يسبح وإذا على شط النهر رجل قد جمع عنده حجارة كثيرة وإذا ذلك الرجل السابح يسبح ما يسبح ، ثم يأتي ذلك الذي جمع الحجارة فيفغر له فاه فيلقمه حجرا ، قال : قلت : ما هذا ؟ قالا لي : انطلق انطلق ، قال : فانطلقنا فأتينا على رجل كريه المرآة ، وإذا هو عند نار له يحشها ويسعى حولها ، قال : قلت لهما ما هذا ؟ قالا لي : انطلق انطلق ، فانطلقنا فأتينا على روضة معشبة فيها من كل نور الربيع ، وإذا بين ظهراني الروضة رجل قائم طويل ، وإذا حول الرجل من أكثر ولدان رأيتهم قط ، وأحسبه قال : قلت : لهما ما هذا أو ما هؤلاء ؟ قال : فقالا لي : انطلق انطلق ، فانطلقنا فأتينا إلى درجة عظيمة لم أر درجة قط أعظم منها ولا أحسن ، قال : قالا لي : ارق فيها ، قال : فارتقيت ، فأتينا إلى مدينة مبنية بلبن ذهب ولبن فضة ، فأتينا باب المدينة فاستفتحنا ففتح لنا ، فدخلنا فتلقانا فيها رجال شطر من خلقهم كأحسن ما أنت راء ، وشطر من خلقهم كأقبح ما أنت راء ، قال : قالا لهم : اذهبوا فقعوا أو فقعوا في ذلك النهر ، فإذا نهر معترض يجري كأن ماءه المحض في البياض فذهبوا فوقعوا فيه ، [ ص: 383 ] ثم رجعوا إلينا وقد ذهب ذلك السوء عنهم ، وصاروا في أحسن صورة ، قال : فقالا لي : هذه جنة عدن ، وهذاك منزلك ، قال : فسما بصري صعدا ، فإذا قصر مثل الربابة البيضاء ، قال : قالا لي : هذا منزلك ، قال : قلت : بارك الله فيكما ذراني فأدخله ، قال : قالا لي : أما الآن فلا ، وأنت داخله ، قال : قلت : فإني رأيت منذ الليلة عجبا فما هذا الذي رأيت ؟ قالا لي : أما إنا سنخبرك . أما الرجل الأول الذي أتيت عليه يثلغ رأسه بالحجر ، فإنه رجل يأخذ القرآن فيرفضه ، وينام عن الصلاة المكتوبة ، وأما الرجل الذي أتيت عليه يشرشر شدقه إلى قفاه وعينه إلى قفاه ومنخره إلى قفاه فالرجل الذي يغدوا من بيته فيكذب الكذبة تبلغ الآفاق ، وأما الرجال والنساء العراة الذي في مثل بناء التنور فإنهم الزناة والزواني ، وأما الرجل الذي يسبح في النهر ويلقم الحجارة فإنه آكل الربا ، وأما الرجل الكريه المرآة الذي عند النار فإنه خازن جهنم ، وأما الرجل الطويل الذي في الروضة فإنه إبراهيم - صلى الله عليه وسلم - وأما الولدان الذين حوله فكل مولود مات على الفطرة ، وأما القوم الذين شطر منهم حسن ، وشطر منهم قبيح فهم قوم خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا فتجاوز الله عنهم تبارك وتعالى كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مما يقول لأصحابه : هل رأى أحد منكم من رؤيا ؟ ، فيقص عليه من شاء الله من يقص . قال : وإنه قال لنا ذات غداة : " إنه أتاني آتيان وإنهما ابتعثاني ، وإنهما قالا لي : انطلق وإني انطلقت معهما " وقال .