الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
معلومات الكتاب

البحر الزخار المعروف بمسند البزار 10 - 18

البزار - أبو بكر أحمد بن عمرو بن عبد الخالق العتكي البزار

صفحة جزء
[ ص: 39 ] 9556 - وبإسناده ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال . ونا أبو عوانة ، عن قتادة ، عن أنس ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : خرج ثلاثة نفر ممن كان قبلكم يرتادون لأهليهم ، فأصابتهم السماء ، فلجؤوا إلى جبل أو كهف فوقع عليهم حجر يعني وقع على فم الكهف ، فقال بعضهم لبعض : وقع الحجر ، وعفا الأثر ، ولا يعلم بمكانكم إلا الله ، فادعوا الله بأوثق أعمالكم ، قال أحدهم : اللهم إن كنت تعلم أنه كان لي والدان ، وكنت أحلب لهما في إنائهما ، فإذا أتيتهما وهما نائمان قمت قائما حتى يستيقظا متى استيقظا ، وكرهت أن يدور وسنهما في رؤوسهما ، فإذا استيقظا شربا ، اللهم إن كنت تعلم أنما فعلت ذلك رجاء رحمتك ، وخشية عذابك ، فافرج عنا . قال : فزال ثلث الحجر ، وقال الآخر : اللهم إن كنت تعلم أنه كانت امرأة تعجبني ، فأردتها فأبت أن تمكني من نفسها حتى جعلت لها جعلا ، فلما أخذت جعلها واستقرت نفسها تركتها ، اللهم إن كنت تعلم أنما فعلت ذلك رجاء رحمتك ، وخشية عذابك ، فافرج عنا . قال : فزال ثلث الحجر ، وقال الآخر : اللهم إن كنت تعلم أني استأجرت أجيرا يعمل لي يوما فعمل ثم جاء يطلب أجره فأعطيته فلم يأخذه وتسخطه ، فوفرته عليه حتى صار من كل المال ثم جاء يطلب أجره فقلت : خذ هذا كله ، ولو شئت لم أعطه إلا أجره ، اللهم إن كنت [ ص: 40 ] تعلم أنما فعلت ذلك رجاء رحمتك وخشية عذابك فافرج عنا . قال : فزال الحجر ، وخرجوا يتماشون .

وهذا الكلام ونحوه وقريب منه قد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم من وجوه فرواه قتادة ، عن سعيد بن أبي الحسن ، عن أبي هريرة ، ولا نعلم رواه عن قتادة إلا عمران القطان ، ورواه أبو عوانة ، عن قتادة ، عن أنس ، ولا نعلم رواه عن قتادة عن أنس إلا أبو عوانة ، وروي عن علي بن أبي طالب عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وعن ابن عمر من وجوه ، رواه نافع وسالم عن ابن عمر ، ويروى عن النعمان بن بشير ، وعن عقبة بن عامر الجهني ، وعن عائشة .

التالي السابق


الخدمات العلمية