الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
معلومات الكتاب

البحر الزخار المعروف بمسند البزار 10 - 18

البزار - أبو بكر أحمد بن عمرو بن عبد الخالق العتكي البزار

صفحة جزء
شهاب بن مدلج الكعبي

9516 - حدثنا إبراهيم بن نصر نا حفص بن عمر ، نا عبد الله بن حسان قال : حدثني القلوص بنت عليبة - وكانت تحت شهاب بن مدلج الكعبي - أنه كان بالبصرة ثم تعرب ، فنزل اللهابة فكثر بها ماله وولده ، ثم تساب بنوه في قومهم ، فقالوا : يا بني المنافق ترك أبوكم الهجرة وتعرب ، وأنه [ ص: 303 ] وجد ذاك في نفسه أن سب بذاك ، فدعا ابنه سلمان ، فأتاه برواحل ثلاث ، فحمل غلامه على زاملة ، وارتحل هو وابنه ، ثم خرج حتى أتى بقيع رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة ، ثم أخذ بيد ابنه سلمان ، حتى أتيا الدوسي أبا هريرة صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدث الناس ، فكان أول ما فهموا منه أن قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم : إن من خير الناس رجلين ؛ رجل أنفق ماله في سبيل الله عز وجل ، ثم غزا بنفسه حتى هبط بلادا يسوء العدو أن يهبطها ، ثم يموت أو يقتل . أو رجل من أهل البادية في إبله يتنحى عن شرور الناس ويقيم الصلوات الخمس ويعطي حق ماله ويعبد الله حتى يأتيه اليقين ، فبرك شهاب على ركبتيه حتى قابله ، فقال : أنت سمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال : إي والذي نفس أبي هريرة بيده ، حتى حلف لها بها ثلاث مرار ، فاكتفى شهاب من الفتيا التي جاء يطلب ، ثم قام فصلى سجدات ، ثم أتى ركابه فركبها ، حتى جعلوا المدينة خلف ظهورهم ، فقال لابنه : والذي نفس شهاب بيده ، لولا ما حدثني الدوسي ما تعربت ساعة أبدا إلا عابر سبيل ، ثم رجع وتلين لضيفه وسائله ، وثبت بناديه حتى مات .

التالي السابق


الخدمات العلمية