الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الحمام كما ورد عن السلف الصالح

السؤال

هل قول ( نعماً لبيت الحمام ) حديث أم مقولة عن الرسول صلى الله عليه وسلم ؟
وإذا كان حديثا فمن أي نوع من الأحاديث ؟
ملاحظة / المقصود بالحمام هنا ( الخلاء ) ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

ففي مصنف ابن أبي شيبة عن أبي الدرداء: أنه كان يدخل الحمام قال: وكان يقول: نعم البيت الحمام يذهب الضبية يعني الوسخ، ويذكر النار.

وروى عن أبي هريرة قال: نعم البيت الحمام يذهب الدرن، ويذكر النار.

فهذه المقولة نقلت عن جماعة. قال ابن حجر في المطالب العالية (صحيح موقوف) أي صحيح من كلام الصحابي.

وروي عن ابن عمر قال: نعم البيت الحمام يذهب الدرن ويذكر النار.

وهذا كله في مدح الحمام. ووردت أشياء في ذمه ومنها: ما رواه الترمذي أبو عبد الله في نوادر الأصول عن طاوس عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اتقوا بيتا يقال له الحمام.

وروى ابن عدي عن ابن عباس: بئس البيت الحمام، ترفع فيه الأصوات، وتكشف فيه العورات.

قال الغزالي في الإحياء: فهذا تعرض لآفته، وذاك تعرض لفائدته، ولا بأس بطلب فائدته عند الاحتراز من آفته.

وقال العجلوني في كشف الخفا (هما محمولان على حالتين على فرض صحة بئس البيت الحمام، وإلا فقد نقل في الميزان عن الدارقطني أنه قال: فيه صالح بن أحمد القيراطي البزار متروك كذاب، وأن ابن عدي خرج الحديث فقال يسرق الحديث ثم ساق له هذا الخبر).

وعليه، فما ورد في مدح الحمام أو ذمه لا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم، وإنما نقل عن جماعة من الصحابة، ومن بعدهم، والمدح محمول على حالة، والذم على حالة أخرى.

وليس المراد بالحمام في كلامهم محل قضاء الحاجة، وإنما هو المحل الذي يسخن فيه الماء للغسل والنظافة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني