الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم فسخ خطبة فتاة تقوم بالكذب

السؤال

هل يجوز فسخ الخطبة إذا اكتشفت أن الخطيبة والأم والأخ يكذبون علي في أمور تتعلق بهم كأسرة وقد حدث الكذب أكثر من مرة وقد ترتب على هذا الكذب طلاق الاخ من زوجته حيث إنهم كذبوا عليها هي أيضا وأخبروها أنه تخرج من كليه السياحة والفنادق وهو لم ينجح في الثانوية العامة وأنه أيضا قد دخل السجن خلال فترة الخطبة وأخبرها أنه سافر ثم عاد. قد علمت علم اليقين أن خطيبتي وأمها كانتا تعلمان بكل شيء ومع ذلك سعوا لإتمام الزواج مع العلم أن خطيبتي وزوجة أخيها كانتا اصدقاء دراسة وهي من سعت لزواجهما مع علمها بكل ماسبق أي أنهم جميعا شاركوا في الخداع والكذب وأخشى أنا أن أبدأ حياتي مع هذه الأسرة علما بأني أحب الفتاة ومتعلق بها؟ ولكني أصبحت على الاقل لا أتقبل أهلها و أخشى من إتمام الزواج ويصبح بداخلي شك فيما تقوله لي طوال حياتي وأخشى ألا أصل أهلها لعدم تقبلي لهم مما سيترتب عليه حزنها هي أيضا ؟ أرجو الإفادة؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن كانت هذه المرأة محافظة على صلاتها قائمة بالواجبات الشرعية، منتهية عن المحرمات والكبائر، فلا مانع من الزواج بها، والكذب وإن كان خُلُقاً ذميماً ومحرماً شرعاً إلا أنه لا يستدعي أن تترك الزواج بسبب وجوده في من تريدها، ويمكنك نصحها وتذكيرها بالله تعالى، وبخطورة الكذب دنيا وآخرة، فإن الله تعالى يقول: فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللهِ عَلَى الكَاذِبِينَ {آل عمران:61}، وفي موطأ الإمام مالك أنه قيل لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أيكون المؤمن جبانا؟ فقال: "نعم". فقيل له أ يكون المؤمن بخيلا؟ فقال: "نعم". فقيل له: أيكون المؤمن كذابا؟ فقال:" لا".

وفي الصحيحين عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: عليكم بالصدق، فإن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة، وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا، وإياكم والكذب، فإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وما يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا.

وأما إذا كانت هذه المرأة مقصرة في الواجبات، تاركة للفرائض فلا ينبغي أن تتعلق بها، والنساء غيرها كثير. وننصح بمطالعة الفتوى رقم: 5474.

وننبه إلى أن الخطوبة يجوز فسخها لسبب ولغير سبب، إلا أنه لا ينبغي لمن خطب أن يفسخ إلا إذا وجد مبررا وجيها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني