الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

رد المال المسروق إلى الشركاء بعد انتهاء شراكتهم

السؤال

بارك الله فيكم على هذا الموقع ورفع من درجاتكم، بداية أنا فتاة وقعت كل المسؤولية وهموم الدنيا على رأسي والحمد لله فقمت بإعالة أهلي والصرف على كل الاحتياجات العائلية من صغيرة وكبيرة وتسديد الدين فكنت أعمل في مكان كان شراكة لثلاثة أشخاص وكان لي حساب في البنك وكان علي العديد من الالتزامات فضاقت علي الدنيا من جميع نواحيها فسولت لي نفسي فأخذت مبلغا لا أدري كم قدره على عدة مرات على أن أرجعه عندما يتحسن الحال، ولكنه كان يزداد سوءا من أجل سداد دين البنك بعد فترة أنهيت عملي وانتقلت للعمل إلى مكان آخر كما أن المحل السابق انفصل الشراكة عن بعضهم وتبقى لشخص واحد وبعد سنة أغلق المحل نهائيا وأنا تبت إلى الله توبة عسى أن يتقبلها ربي ويشهد الله أني أحرق من داخلي وأموت في اليوم ألف مرة وأخاف أن ألقى الله دون إرجاع الحق إلى أصحابة مع أن حالي صعب جداً فقد اقترضت مبلغا من مكان عملي الجديد وأعمل على تسديده من راتبي بالكامل وليس في جيبي مصروف أرجوكم أفتوني كيف أسدد المال الذي حصلت عليه من المكان الأول هل يمكن على أقساط بعد أن أنتهي من سداد القرض في المكان الجديد وإلى من أرجعه من الثلاثة دون أن يفضح أمري لأني لا أستطيع أن أعترف لهم بهذا، فأرجوكم أفتوني بما يسترني ستركم الله، كما أني لم أكن محجبة والحمد لله هداني منذ أربعة شهور فعسى أن يتقبل الله توبتي ويغفر لي ذنوبي أرجوكم أفتوني دون إحالتي إلى فتوى سابقة فالخوف من الله يقتلني والضيق يؤخرني عن السداد، فماذا أفعل أعلم أنكم تلومونني لكن خوفي من لوم الله أشد وأعظم اللهم استرني وبيض وجهي في لقائك فنية السداد لا تفارقني والله شهيد أرجوكم ساعدوني في فتوى يسيرة يسر الله عليكم وإلى من أرجعها من الثلاثة، علما بأن اثنين كانوا متواجدين دائما وآخر كان غريبا والاثنيا لم يقسما كما أمر الله فمن أحق بالمال فالأمر يكاد يقتلني حيرة وخوفا؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنهنئك على توبتك، ونسأل الله أن يثبتك ويشرح صدرك، إنه ولي ذلك والقادر عليه.

واعلمي أنه يجب عليك أن تردي هذا المال إلى أصحاب هذه الشركة بقدر حصصهم فيها متى ما تمكنت من ذلك، ولو كان ذلك بطريقة غير مباشرة كإرسالها لهم باسم مجهول ونحو ذلك، وإذا كنت لا تعرفين حصصهم فيمكنك توكيل من يسألهم عبر الهاتف عن ذلك، وإذا تعذر الوصول إلى بعضهم ويئست من العثور عليه فتصدقي بحقه في هذا المبلغ عنه، فإن عثرت عليه بعد ذلك فخيريه بين إمضاء الصدقة ويكون الأجر له، وبين استرجاع ماله ويكون الأجر لك.

ولا مانع من تقسيط هذا المبلغ ما دمت لا تقدرين على رده كله مرة واحدة، وإذا كنت لا تستطعين الجمع بين سداده وسداد ما عليك من قرض حان موعد سداده، فينظر فإن أمكنك تأجيل سداد القرض دون أن يلحقك ضرر معتبر شرعاً، فيجب المبادرة بسداد هذا المبلغ على قدر استطاعتك، أما إذا لم يمكنك تأجيل سداد القرض، فتكفيك التوبة إلى الله والمبادرة بسداد هذا المبلغ بعد انتهاء سداد القرض، والأصل في ذلك كله عموم قوله تعالى: إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا {النساء:58}، وقوله: فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ {التغابن:16}، وقوله صلى الله عليه وسلم: على اليد ما أخذت حتى تؤديه. رواه الترمذي وغيره، وراجعي في ذلك الفتاوى ذات الأرقام التالية: 26125، 65002، 3051، 21098، 15219.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني