السؤال
جزاكم الله خيرا على هذا الموقع الطيب المبارك.
إن لي أبا يعمل في تجارة الألبان ومنذ فترة علمت أنه يخلط اللبن بالماء فحاولت أن أنصحه مرارا وتكرارا والحمد لله بعد عناء شديد أصبح يصلي في المسجد جميع الفروض ولله الحمد وأقلع عن هذا العمل ولله الفضل والمنة وأيضا أصبح يستمع للدروس الدينية ولكن الآن عندنا بيت أظن انه بني منه جزء من هذا الحرام وقد خسرنا أموالا كثيره تتعدى ما كسبه أبي من هذا الطريق ولكن ماذا عن البيت هل أتركه أم أبيعه أم أتنازل عن حقي لأختي وأتركه؟ مع العلم أنني أنفقت أموالي أيضا في هذا البيت لتجهيز شقه لي لأتزوج فيها وأنه ليس لي غير أخت فقط فكيف يكون ورثها من هذا البيت ولا يعلم عن هذا الموضوع سوى أنا وأبي وأمي أفيدوني أفادكم الله أنا في حيرة من أمري هذا.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فليس من شك في أن أكل الحرام له عواقب وخيمة، ولو لم يكن منها إلا الحرمان من إجابة الدعاء، كما صح بذلك الحديث، ففي صحيح مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم: ... وذكر الرجل أشعث أغبر يطيل السفر يمد يديه إلى السماء يقول: يارب، يارب ومطعمه حرام ومشربه حرام وغذي بالحرام، فأنى يستجاب له.
فالحمد لله أن أباك قد تاب من هذا الفعل القبيح والإثم الكبير.
والواجب عليه -لتتم توبته إلى الله عز وجل- أن يصرف من أمواله في مصالح المسلمين قدر ما يغلب على ظنه أنه هو الذي كان قد استفاده من عملية الغش التي كان يمارسها.
ولا يحسب في هذه الأموال ما خسرتموه ولو تجاوز القدر الذي استفاده أبوكم من المال الحرام؛ لأنكم لم تخرجوه بنية التخلص من الحرام.
وإذا أخرج أبوكم المال على الوجه المذكور فإن أمواله بعده تطهر، ومنها البيت، وحينئذ، فلا حرج عليكم في السكن فيه؛ لأنه قد طهر، والله تعالى يقول: وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ لا تَظْلِمُونَ وَلا تُظْلَمُونَ {البقرة: 279}.
وإن لم يخرج أبوكم هذا المال، فالأفضل لكم أن تستأجروا سكنا وأن لا تنتفعوا بهذا البيت، لما علمته من خطورة السكن في بيت مبني كله أو بعضه من المال الحرام.
والله أعلم.