الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لعن النامصة لا يلزم منه عدم قبول صلاتها وحجابها

السؤال

هل لنا أن نخوف من تنتف حاجبيها(النمص) بأن حجابها و صلاتها غير مقبولين لأن الله لاعنها لا محالة مادامت تنمص حاجبيها و الملعون قد أخرج و أطرد من رحمة الله فلا ينفعه شيء من أعمال الخير مادام مطرودا مطرودا؟
وهل هذا أصلا صحيح أي هل صحيح أن من كان ملعونا بعقوق والديه أو نتف الحاجبين أو غير ذلك لن ينفعه شيء مما يفعل من أعمال الخير؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فليس من شك في أن النمص محرم، وأن صاحبته ملعونة، والعياذ بالله. فقد جاء في الصحيحين عن عبد الله بن مسعود قال: لعن الله الواشمات والمستوشمات، والنامصات والمتنمصات، والمتفلجات للحسن، المغيرات خلق الله.

ومع ذلك فلا يجوز أن نقول لمن تمارس النمص بأن حجابها وصلاتها غير مقبولين؛ لأن الله لاعنها لامحالة، وأن الملعون لا ينفعه شيء من أعمال الخير...

فالله تعالى غفور رحيم وقد قال في محكم كتابه: إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ {النساء: 48} ".

كما أن عقوق الوالدين كبيرة من الكبائر، قال النبي صلى الله عليه وسلم حين سئل عن الكبائر: الشرك بالله وقتل النفس وعقوق الوالدين". متفق عليه. ولكنه ليس من المستحيل أن يغفر للعاق، وإنما هو في المشيئة، كما ورد في الآية السابقة

ومما يجدر التنبيه له أن هذا النوع من التحذير قد يأتي بأثر عكسي فقد يحمل على ترك الصلاة وترك الحجاب، ولا شك أن هذا بعيد عن مقاصد الشرع وقواعده.

والله أعلم.


مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني