الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يعاقب القريب بذنب قريبه

السؤال

حضرة المستشار المحترم أرجو الإجابة على سؤالي:إذا أنا ارتكبت أي ذنب صحيح أعاقب مثلا بمرض أحد من إخوتي أو أي أحد من أهلي؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن العدالة الإلهية والحكمة الإسلامية تقتضي ألا يؤخذ أحد بذنب غيره مهما كان قربه منه.

فقد قال الله عز وجل: وَلا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلَّا عَلَيْهَا وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى {الأنعام: 164} وقال تعالى: [كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ] {المدَّثر:38}وقال تعالى : لهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ {البقرة: 286} إلى غير ذلك من الآيات الكثيرة التي تدل على هذا المعنى.

لكن قد يبتلى الإنسان بمصيبة في بدنه أو ماله أو غير ذلك ويكون ذك مجرد ابتلاء في حقه، وليس عقابا على ذنوب اقترفها، وذلك مثل ما يصيب الأطفال والمجانين ونحوهم ويكون ذلك الابتلاء عقوبة لمن يحبه من أهله ويؤذيه ابتلاؤه في نفس الوقت.

فقد روى ابن كثير في التفسير بسنده عند قول الله تعالى: وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ {الشورى: من الآية30} عن أبي البلاد قال: قلت للعلاء بن بدر وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وقد ذهب بصري وأنا غلام؟ قال: فبذنوب والدك.

وعلى هذا، فيكون ما يصيب القريب من الآلام النفسية عقوبة له، وأما صاحب المصيبة فقد يكون ذلك مجرد ابتلاء في حقه، ولم يؤاخذ في النهاية بذنب قريبة كما هو الأصل الذي تدل عليه الآيات والقواعد العامة للشرع.

وللمزيد نرجو أن تطلعي على الفتوى رقم: 62589.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني