الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مدافعة الوساوس وعدم الالتفات إلى الشكوك

السؤال

أرجو من فضيلتكم مساعدتي والإجابة على سؤالى بالتفصيل و أستحلفكم بالله ألا تحيلوني إلى سؤال مشابه لأني في أمس الحاجة إلى إجابة مفصلة شافية علها تكون سببا في انتشالي من الكرب الذى أنا فيه الآن وأرجوكم الدعاء لي لكي يعافيني الله عز وجل مما أنا فيه.لقد ابتليت بوساوس كثيرة خاصة في الطهارة والعقيدة وحاولت مرارا مقاومتها وتجاهلها وكلما ظننت أنني شفيت منها تهاجمني مرة أخرى وآخرها أنني طرأت على ذهني عبارة أظن أنني سمعتها لأحد المشايخ في تفسير للقرآن ربما ولكنني غير متأكدة منها وهي لفظ كلمة "عيال" وأظن أنني سمعت أنها تستخدم بمعنى "عباد" أو "مسؤولون من الله أو محتاجون إليه" و لكنني كنت غير واثقة من المعنى واستحرمت كثرة توارد الكلمة على ذهني وهي والعياذ بالله مكان كلمة "عباد" في عبارة "عباد الله" خشية أن يكون معناها غير ما ذكرته أو ظننت أنني سمعته من قبل فسألت شقيقتي عن معنى كلمة عيال وهل تعني عباد أو محتاجون لله فقالت إنها لا تعرف ثم بحثت في القاموس حتى أسكت هذه الوسوسة وأتأكد من معنى الكلمة فوجدتها: "عيال الرجل" أى من يعولهموسؤالى الآن:1.هل ما ذكرته من معانى لكلمة "عيال" صواب؟ وبذلك أكون غير آثمة فيما تبادر إلى ذهني من عبارة "عباد الله" وبها كلمة "عيال" بدلا من "عباد"؟ 2. قرأت أن المسلم لا يحاسب على ما يطرأ على ذهنه من أفكار أو وساوس إلا إذا حدث بها أو عمل بها فهل حينما سألت شقيقتي عن معنى الكلمة أكون قد حدثت بما طرأ على ذهني ؟وهل أكون والعياذ بالله عملت بها حينما بحثت عن معنى الكلمة في القاموس؟ وهل يؤثر ذلك والعياذ بالله على إيمانى؟ أرجوكم الرد بالتفصيلملحوظة:أحيانا أشك في طهارتي مثلا ولكني أنسى السبب الذى جعلني أشك في طهارتي فهل أحاول أن أتذكره لأتأكد منه أم لا ألتفت نهائيا إلى هذا ؟وجزاكم الله كل خير,

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنسأل الله لك الشفاء العاجل من هذا الوسواس، ونسأل الله لك التوفيق والسداد والثبات على الخير. وقد سبق لنا أن ذكرنا علاج الوسواس القهري وما يتعلق به في الفتوى رقم: 3086 فراجعيها.

وعيال الرجل هم من يعوله كما ذكرت، وكما ورد في مختار الصحاح وعباد الله هم كذلك عياله .

ثم ما قرأته من أن المسلم لا يحاسب على ما يطرأ على ذهنه من أفكار أو وساوس إلا إذا حدث بها أو عمل بها هو خبر صحيح، فقد قال صلى الله عليه وسلم: إن الله تجاوز عن أمتي ما حدثت به أنفسها ما لم تعمل أو تتكلم. متفق عليه.

ولكن لا يعتبر من هذا ما ذكرته من سؤال شقيقتك عن معنى الكلمة، ولا ما قمت به من بحثك عن معنى الكلمة فى القاموس، ولا تأثير لشيء من ذلك على إيمانك، لأن الإنسان مطالب ومسموح له بأن يستوضح عما لم يفهم معناه.

ثم ابتعدي عما ذكرته من الشك في الطهارة، فإذا تذكرت أنه –قطعا- قد حصل نقض لطهارتك فاعملي عليه، وإلا فلا تلتفتي إلى الشكوك. فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : عندما شكا إليه رجل أنه يجد في صلاته شيئا أيقطع الصلاة قال: لا حتى يسمع صوتا أو يجد ريحا . متفق عليه.

والله أعلم.


مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني