السؤال
سماحة الشيوخ الكرام
شهر مبارك وكل عام وأنتم بخير ,
سماحة الشيوخ الكرام:أرجو منكم التكرم بإعطائي شرحا عن الحديث الضعيف عن سعيد بن المسيب عن جابر بن عبد الله قال خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في يوم جمعة فقال: (توبوا إلى ربكم قبل أن تموتوا، وبادروا بالأعمال الزاكية قبل أن تشغلوا , وصلوا الذي بينكم وبينه بكثرة ذكركم إياه) (مؤسسة الشهاب, مؤسسة الرسالة , 1 / 420) .
ما تفسير وصلوا الذي بينكم وبينه , (ما المقصود صلوا) (من المقصودون هنا ؟ , أعني بين معنى بكثرة ذكركم إياه (ما المقصود بالذكر هنا ( ومن المقصود إياه) ، والحديث ورد بألفاظ مختلفة , وفي شرح سنن أبن ماجه للسندي (الذي بينكم وبين ربكم) أي حق الله الذي عليكم .
أفتونا جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن هذا الحديث ضعيف كما ذكرت، فقد ضعفه الكناني في مصباح الزجاجة كما ضعفه الألباني في عدة من كتبه وضعفه حسين أسد في تحقيق مسند أبي يعلى.
وعلى احتمال ثبوت الحديث فالمقصود هو أداء حق الله والالتزام بأمره تعالى والقيام به على أتم وجه، فقد حمل بعض المفسرين ومنهم القرطبي والشوكاني قوله تعالى: وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ على العمل بالطاعات كلها. قال الشوكاني: ظاهره شمول كل ما أمر الله بصلته ونهى عن قطعه من حقوق الله وحقوق عباده، ويدخل تحت ذلك صلة الأرحام دخولا أوليا، وقد قصره كثير من المفسرين على صلة الرحم، واللفظ أوسع من ذلك.
وفي معنى هذا ما في الحديث من الأمر بتجديد الإيمان بذكر الله، وراجع الفتوى رقم: 62743 ، والفتوى رقم: 69905، والمقصود بقوله إياه هو الله سبحانه وتعالى، وراجع في معنى الذكر وبيان إطلاقه على الطاعات كلها، الفتوى رقم:37130 ، والفتوى رقم: 27148.
والله أعلم.