الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الدين يقدم على اللون عند اختيار الزوجة

السؤال

أنا شاب عمري 26 سنة تعرفت على فتاة من نفس عمري ارتبطنا ببعض وأحببنا بعضا، ذهبت وقابلت والدها وأسرتها، طلعوا من النوبة وأسرتها على درجه شديدة من السمرة، بينما البنت سمرتها أنا أقبلها، الأسرة عندي لم يرحبوا بالوضع وقالوا فكر في أولادك هل ستتقبل أن يكونوا على نفس السمرة، بصراحة أنا احترت وأخاف أن لا أتقبل الأمر بعد، وأظلمها معي . صليت استخارة فحلمت بالآتي أني في مكان الوضوء في جامع ومكمل لشغلي، وأنا راجع اتصل بي مديري وقال لي لا بد أن تنهي عملا في مكان آخر قبل ما أرجع فأسرعت في خطواتي لكي أكمل العمل الجديد، فإذا أنا أبحث عن موبايلى في جيبى ولا أجده، فقلت أكيد نسيته وأنا أتوضأ، فقلت أكمل العمل وأرجع آتي به، فإذا بالأذان يؤذن فقررت أن أرجع إلى مكان الوضوء لآتي به أولا وبعد ذلك أذهب لأكمل العمل، وأنا راجع في الطريق لاقيت موبايلات فأمسكتها فإذا هي ليست موبايلي رميتها ورحت إلى مكان الوضوء في الجامع كي أبحث عن موبايلى قبل أن يأخذه أحد وهو يتوضأ، لكن لم أجده ، غضبت لأن عليه كل أرقام الناس الذين أعرفهم ومن ضمنهم رقم البنت التي أنا مرتبط بها، وصحوت من النوم . أنا أعرف أنه يحرم أن أنظر إلى لون البشرة عند الاختيار لكن خايف، وخاصة والدتي تضايقت لما عرفت أن أهلها كلهم شديدوا السمرة ، وأخاف أن لا أتقبل الأمر في المستقبل، ويكون لي أولاد بشرتهم مثلهم، انا متقبل للبنت وأحببتها ، ماذا أفعل وما هو تفسير الرؤية، أنا محتار جدا هل أكمل الموضوع أم أنهيه، مع العلم أن الفتاة تحبنى جدا ومستعدة أن تتحمل معي أي شيء.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فليس اللون عائقاً عن الزواج بهذه المرأة، والمهم هو دينها وخلقها، فإن استطعت إقناع أمك بهذا الزواج فلا حرج عليك في الإقدام عليه، وإن رفضت فرضاها أولى، والنساء كثير، كما سبق في الفتوى رقم: 31475.

وننبهك إلى أن الإنسان لا يحرم عليه أن يختار المرأة السوداء ويقدمها على البيضاء، أو يختار البيضاء ويقدمها على السوداء، وليس ذلك محرماً عليه كما ذكرت في سؤالك، والمحرم هو أن يكون اللون سبب تكبر وتفاضل، فإن أكرم الناس أتقاهم، وانظر الفتوى رقم: 24158، والفتوى رقم: 52337.

ولا يفوتنا أن ننبهك إلى أن هذه البنت أجنبية عليك، والرغبة في الزواج بك وخطبتها كل ذلك لا يسوغ لك شرعا الخلوة معها أو الحديث من غير ضوابط شرعية.

ونعتذر للسائل الكريم عن تعبير رؤياه، فموقعنا مختص بالإجابة عن الأحكام الشرعية، وبإمكانه أن يرسل رؤياه إلى أهل الاختصاص، مع أن الرؤى لا ينبني عليها حكم ولا ينبغي لشخص أن يعلق فعل أمر أو تركه عليها، وإنما المطلوب هو الاستخارة وتفويض الأمر إلى الله تعالى والرضا بما يقدر بعد ذلك.

والله أعلم

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني