السؤال
متى علا اليهود أول مرة ومتى يعلون المرة الثانية، وهل صحيح أن هنالك أحاديث تدل على أن النصر للمسلمين يأتي من دول الشرق ؟
متى علا اليهود أول مرة ومتى يعلون المرة الثانية، وهل صحيح أن هنالك أحاديث تدل على أن النصر للمسلمين يأتي من دول الشرق ؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه ، أما بعد :
فقد بين الله في محكم كتابه أن بني إسرائيل سيفسدون في الأرض مرتين وسيعلون علوا كبيرا. قال الله تعالى: وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إسْرائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا * فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَفْعُولًا {الإسراء: 4 ـ 5 } إلى قوله تعالى : فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآَخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا {الإسراء: 7 } قال الشيخ السعدي: وقضينا إلى بني إسرائيل... الآية. أي تقدمنا وعهدنا إليهم وأخبرناهم في كتابهم أنهم لا بد أن يقع منهم إفساد في الأرض مرتين بعمل المعاصي والبطر لنعم الله، والعلو في الأرض والتكبر فيها، وأنه إذا وقع واحد منها سلط الله عليهم الأعداء وانتقم منهم... فإذا جاء وعد أولاهما، أي أولى المرتين اللتين يفسدون فيهما، أي إذا وقع منهم ذلك الفساد" بعثنا عليكم، بعثا قدريا، وسلطنا عليكم تسليطا كونيا جزائيا" ... "فإذا جاء وعد الآخرة، أي المرة الأخرى التي تفسدون فيها في الأرض سلطنا علكيم الأعداء. "ليسوءوا وجوهكم، بانتصارهم عليكم وسبيكم.
وأما تحديد الزمن الذي وقع فيه علو اليهود أول مرة والذي يعلون فيه المرة الثانية، فلم نقف على دليل فيه.
ثم إنه ليس من شك في أن النصر على اليهود قادم لا محالة، فقد روى مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه: أن الصادق المصدوق رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود فيقتلهم المسلمون، حتى يختبئ اليهودي وراء الحجر والشجر، فيقول الحجر أو الشجر: يا مسلم يا عبد الله هذا يهودي خلفي فتعال فاقتله؛ إلا الغرقد فإنه من شجر اليهود.
وقد وردت أدلة على أن نصر المسلمين يأتي من المشرق. فعن ثوبان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يقتتل عند كنزكم ثلاثة كلهم ابن خليفة، ثم لا يصير إلى واحد منهم، ثم تطلع الرايات السود من قبل المشرق، فيقتلونكم قتلا لم يقتله قوم، ثم ذكر شيئا لم أحفظه، فإذا رأيتموه فبايعوه ولو حبوا على الثلج، فإنه خليفة الله المهدي . رواه ابن ماجه والحاكم وقال: على شرط الشيخين ووافقه الذهبي.
قال ابن كثير. هذا إسناد قوي صحيح، وقال: والمراد بالكنز المذكور في هذا السياق كنز الكعبة. وقال أيضا : ويؤيد -أي المهدي- بناس من أهل المشرق ينصرونه ويقيمون سلطانه ويشيدون أركانه وتكون راياتهم سودا أيضا، وهو زي عليه الوقار، لأن راية رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت سوداء يقال لها: العقاب.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني