الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الصادق في إرادة الحلال يأتي البيوت من أبوابها

السؤال

أنا فتاه عمري 26 سنة من أسرة متدينة يشهد لنا الجميع بحسن الأخلاق والسيرة الطيبة، مشكلتي باختصار أنه عرض عليَّ عمل بإحدى الشركات وكنت كارهة له إلا أننى استخرت الله أثناء أدائي للعمرة واتخذت طريقي لهذا العمل، منذ اليوم الأول أعجب بي أحد الزملاء وأخذ يلاحقني فصددته، ولكن وأعترف أن قلبي رقيق جدا فأشفقت عليه واعتذرت له، لن أطيل عليك فمرت الأيام وأعجبت به ولكنه صارحني بأنه متزوج و لديه طفلتان ولكن هناك مشاكل مع زوجته منذ 7 أشهر ويوجد احتمال كبير لأن يتركها، أخذت أقنعه بعدم تركها لأن لديه بنتين ويجب أن ينشآ بين أب وخاصة في هذا الزمن، عرض علي أن أكون زوجة ثانية، فطلبت منه التفكير وكيف سيكون رد فعل زوجته إن علمت وأيضا سيكون هناك عبء كبير تجاه إقناع أهلي، وكان رده أنه لن ييأس.بعد فترة وجيزة والد زوجته أرجعها هي وأطفالها إليه وعرفت من نفسي أن أتركهم يعيشوا حياتهم ولكنه تارة يبعد عني وبعد فترة لا يستطيع المقاومة إلى أن تملكه الحب تجاهي تماما. كانت هناك عيوب جسيمة في هذا الشخص مثل أنه غير مكتف بزوجته و له علاقات كثيره غير شرعية مع فتيات أخريات لن تصل إلى حد الكبيرة ولكنها علاقات، أخذت أجاهد معه إلى تغييره وقطع علاقته بكل الفتيات والعلاقات المشبوهة و أصبح إنسانا سويا. إلا أنه غير سعيد مع زوجته فإنه لا يحبها ويعيش معها حياة أى زوج مع زوجته لا توجد بينهم لغة حوار، تنازلت وقلت أقبل بوضع الزوجة الثانية و لكنه قال إنه لا يقدر على ظلم الأولى لأنه سوف يحبني أكثر مع أني وجدت في بابكم كيف يعدل بين الزوجات في كل شيء ما عدا المشاعر، وكان سببه الثاني أولاده و خاصة أنه رزق بطفلة ثالثة بعد رجوع زوجته مباشرة اًو أنه إن حدث ذلك سوف تجعلهم يكرهونه وهو يحبهم جداً، إني دعوت الله كثيرا وقررت قطع سبل الحرام وحاولت تقريبه لزوجته وقررت عدم مقابلته والبعد عنه، ولكن كل ما يحيرني أنه يخاف ظلم زوجته بعدم زواجه مني ويريد أن يحبني بلا أي تقدم للشيء المفروض وهو الزواج ويقول حين أتزوج من آخر سيكون صدمة بالنسبة له، أعرف يا سيدى أن مشاعره تجاهي صادقة و أنه يحاول أن يسترني كإتيانه بجوارب لي لعدم كشف ذراعي وأشياء أخرى من هذا القبيل، وأنا أيضاً أقدم له الدعم والثقة والحماية والاحتواء والتضحيات ما لم تقدمه له أي امرأة أخرى وبدون مقابل إلا أنني أحبه ولكن تعلقت بحبال اليأس ولم أعد أقابله طالبة بذلك رضا الله وحمايته لي، فقل لي يا سيدي هل موقفي صحيح وهل موقفه هو صحيح وماذا عليه وعلي أن أفعل بعد ذلك ؟
شكرا لسعة صدركم .

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه ، أما بعد :

فإن عليك أيتها الأخت الكريمة أن تجتنبي الحديث والخلوة مع هذا الرجل تماما، فإن الشيطان يجري من الإنسان مجرى الدم، وما خلا رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما، كما جاء بذلك الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعليك أن تجتنبي الاختلاط مع الرجال عموما وهذا الرجل خصوصا، واجعلي تعاملك مع الموظفين تعاملا رسميا في إطار العمل لا أن تتحدثي عن أولاده وعلاقاته الزوجية وغير ذلك مما لا يعنيك، فاتقي الله يا أختاه، واعلمي أن للشيطان خطوات، قال الله تعالى: وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ {البقرة: 168 } وقال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ {النور: 21 } فلا تنسي عداوة الشيطان الذي يريد أن يجرك إلى سخط الله والمنكر ، وإذا كان الرجل صادقا في إرادة الحلال فعليه أن يأتي البيوت من أبوابها ويتقدم لخطبتك والعقد عليك، ولا يكفي المشاعر الصادقة منه تجاهك، فالمهم أن تكون هذه المشاعر منضبطة بأحكام الشرع وفق أدب الإسلام ، ومشاكل هذا الرجل وما يعانيه مما لا يعنيك أختنا الكريمة، ويمكنه استشارة من يجوز له الحديث معهم من قريباته أو أصدقائه الرجال، ولا تسمحي للشيطان أن يوقعك في الحرام بحجة النصيحة وإعانة الآخرين، وفقك الله وأعانك ويسر لك زوجا صالحا .

والله أعلم .

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني