الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

رفض الأبوين زواج بنتهما من رجل معين.. المشكلة والحل

السؤال

أنا في الحقيقة لا أدري من أين أبدأ بالحديث لكن خلاصة القول أني جداً منهكة من التفكير والحيرة وهذه حكايتي: أنا الفتاة الوحيدة لأهلي لدي أخوان وأنا البكر كنت ولا أزال الفتاة التي تفانت في حب والديها وأهلها إلى درجة أني أيقنت في يوم أنه لا يمكنني أن أكون ملكا لأحد وكان المغزى من وجودي هو محبتهم إلى ذاك اليوم الذي أحببت فيه لم أكن أدري أني بدأت أنساق إلى محبة أخرى، هو رجل بمعنى كل الرجولة أحبني في الله، والله وحده يعلم ذلك تركنا لأنفسنا فترة لنتعرف على بعضنا من دون علم أهلي إلى اليوم الذي طلب مني أن أحدث أهلي في شأننا وكان مصيبة حلت بنا فبعدما كان أهلي يحبون هذا الشخص انقلبوا عليه وكأنه اقترف إثماً ورفضوا هذه الخطبة بشدة بحجة أني مازلت صغيرة (23year now) وأنه ليس من مدينتي وهم لا يرضون بأن تعيش ابنتهم الوحيدة بعيدة عنهم وأنه سيلهيني عن دراستي وأنهم كانوا يتوقعون مني الكثير خصوصا أني متفوقة في دراستي والحمد لله، وأنه ليس مميزا على غيره، لم يكن في بيتنا أحد يصغي إلي، فهذه الأحاديث لا تطرح إلا من باب المزح حتى أمي التي من المفروض أن تكون قريبة مني وجدتها أبعد مما تتخيل فهي لا تعير اهتماما إلا لكلام الناس حتى على حساب ابنتها، أما أبي الذي كان أقرب إلي من نفسي جعلته أمي يحنق علي إلى درجة أني استغربت ردة فعله تجاه الرجل الذي أصر أن يدافع عن محبتنا، فما كان حصاده غير السب والشتم من أبي وبالرغم من ذلك ظل يقول لي إن زواجنا لن يكون إلا برضا أهلي فقررنا أن نبتعد عن بعضنا وأن نظل على نفس المحبة على أمل أن يتغير أهلي ثم شاء القدر أن يسافر إلى فرنسا هو حاليا يعيش وحيداً، الذي يؤلمني أنه منذ 3 سنوات لا شيء تغير أشعر بالذنب لما هو عليه فمن حقه أن ينعم برفيق في غربته، مع العلم بأني استخرت الله الكثير من المرات وفي كل مرة كنا نقترب أو أنه يأتي من فرنسا لرؤيتي لا أدرى والله ما العمل، أحبه والله شهيد على ذلك، لا أريد أن يزوجوني بشخص لا يعني لي شيئا، أرجوكم انصحوني ما العمل لأقنع أهلي، وأرجو منكم أن تصغوا إلي على الأقل أنتم، وأن تدعوا لي بأن يسهل الله لنا إن كنا مكتوبا لنا الارتباط والحمد الله... من فضلكم أريد أن يكون الرد بالفرنسي إذا كان باستطاعتكم؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنسأل الله تعالى أن يفرج همك وأن يحقق لك بغيتك في الزواج من هذا الرجل إن كان في زواجك منه خيراً لك، واعلمي أنه لا يجوز للمرأة أن تكون على علاقة عاطفية مع رجل أجنبي عنها، فإن هذا أمر لا يقره الشرع، فالواجب عليك التوبة.

ولا ريب أن الزواج من أفضل ما يعالج به المرء مثل هذه العلاقة، فقد روى ابن ماجه عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لم ير للمتحابين مثل النكاح. ولا ينبغي لوالديك أن يرفضا زواجك من هذا الرجل بدعوى صغر سنك، خاصة وأن الأمر ليس كذلك -أو بدعوى إكمال الدراسة- والزواج قد لا يحول بينك وبين إكمالها، وأما كونك ستكونين بعيدة عنهم فهذه قد تكون محل اعتبار، إلا أنها غير كافية لرد هذا الفتى إن كان كفؤاً وذا دين وخلق.

وعلى كل فإن استطعت إقناع والديك بالموافقة على الزواج من هذا الرجل، ويمكنك أن تشفعي إليهما بالمقربين منهما ومن له تأثير عليهما، فإن وافقاً فبها ونعمت، وإلا فلا يجوز لك الزواج منه بغيرهما، فطاعتك لهما في المعروف واجبة، وزواجك من هذا الرجل بعينه ليس بواجب عليك، فلا ذنب عليك في كونه يعيش وحيداً ولم يتزوج منك، فالواجب عليك صرف قلبك عنه، وعدم شغل نفسك بالتفكير فيه، ولعل الله يبدلك من هو خير منه بسبب تقديمك لطاعة والديك على ما تحبين وتهوين.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني