السؤال
أنا جداً حائر، عمري 39 سنة أعزب، ما يقلقني هو أني لست كباقي الشباب، فأنا أعشق بني جنسي لم أصادف في حياتي يوماً حلواً، أقوم بأعمال مخلة بالحياء كما أني قمت ببعض الممارسات الجنسية مع بعض النساء وكانت ناجحة، كما أن الوساوس تقتلني فحتى عملية البلوغ لم تكن عادية ، وهل صحيح أن من بجسمه شعر كثيف ولم يمر بمرحلة البلوغ جيداً لا يمكنه الزواج، علماً بأنني أصلي وأخاف الله، لكن فكرة الانتحار تراودني دوماً، أرجو أن تجيبوا على كل تساؤلاتي وتطفؤوا حيرتي، أملي فيكم كبير؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فما ذكرته من كونك تعشق بني جنسك مصيبة من المصائب التي يصاب بها المرء في دينه ودنياه، ويمكنك أن تراجع في علاجه فتوانا رقم: 71334، والفتوى رقم: 7123.
وما ذكرت أنك قمت به من الممارسات الجنسية مع بعض النساء، والتي ذكرت أنها كانت ناجحة، إذا كنت تعني أنك زنيت بتلك النساء، فإنك بذلك قد اقترفت ذنبا عظيماً وفاحشة شنيعة، قال تعالى: وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً {الإسراء:32}، وقال تعالى: الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِئَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ {النور:2}، ولكن ما ذكرته من أن فكرة الانتحار تراودك دوماً، هو في الحقيقة تفكير في ذنب أكبر من جميع ما سبقه.
فإنه لا يجوز الإقدام على قتل النفس (الانتحار) بأي سبب من الأسباب لقوله تعالى: وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا {النساء:29}، ولقوله صلى الله عليه وسلم: من قتل نفسه بحديدة فحديدته يتوجأ بها في بطنه في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً، ومن شرب سما فقتل نفسه فهو يتحساه في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً، ومن تردى من جبل فقتل نفسه، فهو يتردى في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً. رواه البخاري ومسلم.
فدل ذلك على أن قتل المرء نفسه من أعظم الكبائر، فننصحك بالتوبة من جميع ما ذكرت، وبالابتعاد عما تفكر فيه من الانتحار، وأما سؤالك عما إذا كان من بجسمه شعر كثيف ولم يمر بمرحلة البلوغ جيداً لا يمكنه الزواج، فجوابه أن هذا كلام ليس واضح الدلالة، وليس صحيحاً قطعاً، وننصحك بالتوكل على الله والمبادرة بالزواج، فإن لم تستطع ذلك فعليك بالصوم.
والله أعلم.