السؤال
"أَرْبَعٌ فِي أُمَّتِي مِنْ أَمْرِ الْجَاهِلِيَّةِ لَا يَتْرُكُونَهُنَّ الْفَخْرُ فِي الْأَحْسَابِ وَالطَّعْنُ فِي الْأَنْسَابِ وَالْاسْتِسْقَاءُ بِالنُّجُومِ وَالنِّيَاحَةُ...." رواه مسلم. بالنسبة للفخر (في الأحساب) هل قصرها العلماء على شيء معين أم يدخل فيها التباهي بالأسانيد العالية بدون جدوى والطعن في أسانيد الغير رغم صحتها وأهليتها، فقد وجدت بعض المواقع مليئة بالمعارك والمنافسات حول الأسانيد وعلوها في القراءات والحديث رغم أن الاستغناء الآن عن الكتب المطبوعة والاكتفاء بالأسانيد أمر محال، والمراد هو طلب العلم الصحيح النافع كيفما تيسر قال تعالى إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون. ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر. وقل رب زدني علما. والله أعلم؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الحسب يراد في اللغة الكرم والشرف الثابت في الآباء وما لهم من المفاخر. وقد يطلق على شرف الأفعال؛ كذا قال الزمخشري وابن منظور، وقال المناوي عند شرح هذا الحديث: الفخر في الأحساب أي الشرف بالآباء والتعاظم بِعدِّ مناقبهم ومآثرهم وفضائلهم... والأحساب جمع حسب وهو ما يعده المرء من الخصال له أو لآبائه من نحو شجاعة وفصاحة.
وأما التباهي بالأسانيد فيمكن أن يستفاد الترهيب منه من حديث الترمذي وابن ماجه: من طلب العلم ليجاري به العلماء, أو ليماري به السفهاء, ويصرف به وجوه الناس إليه أدخله الله النار. وراجع في أهمية الأسانيد واحترام أهل العلم وأهمية الإخلاص في طلب العلم والتأدب بآدابه الفتاوى ذات الأرقام التالية: 20215، 8563، 11967، 27005، 33346.
والله أعلم.